الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : قال أبو حنيفة : من قال : إن شرب عبدي من الفرات فهو حر ; فلا يعتق إلا أن يكرع فيه ; فإن شرب بيده أو اغترف بإناء منه لم يعتق ; لأن الله تعالى فرق بين الكرع في النهر وبين الشرب باليد .

                                                                                                                                                                                                              وهذا فاسد ; فإذا أجرينا الأيمان على الألفاظ ، وقلنا به معهم ; لأن شرب الماء ينطلق على كل هيئة وصفة في لسان العرب من غرف باليد أو كرع بالفم انطلاقا واحدا ، فإذا وجد الشرب المحلوف عليه لغة وحقيقة حنث فاعله .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 310 ] وأما هذه الآية فلا حجة فيها ; فإن الله تعالى جعل ما لزمهم من هذه القصة معيارا لعزائمهم وإظهار صبرهم في اللقاء ; فكان من كسر شهوته عن الماء ، وغلب نفسه على الإمعان فيه إلا غرفة واحدة يطفئ بها سورته ، ويسكن غليله ، موثوقا به في الثبات عند اللقاء في الحرب وكسر النفس عن الفرار عن القتال ، وبالعكس من كرع في النهر واستوفى الشرب منه ، وهذا منزع معلوم ليس من اليمين في ورد ولا صدر .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية