الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ؛ وقرئت: "سيئت"؛ بإشمام السين الضم؛ ويجوز: "سيت"؛ على طرح الهمزة؛ وإلقاء الحركة على الياء؛ [ ص: 201 ] والمعنى: "فلما رأوا العذاب زلفة؛ أي: قريبا؛ سيت وجوه الذين كفروا؛ تبين فيها السوء؛ وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ؛ وقرئت: "تدعون"؛ من "دعوت؛ أدعو"؛ فأما " تدعون " ؛ فجاء في التفسير: "تكذبون"؛ وتأويله في اللغة: "هذا الذي كنتم من أجله تدعون الأباطيل والأكاذيب"؛ أي: تدعون أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم لا تخرجون؛ ومن قرأ: "تدعون"؛ بالتخفيف؛ فالمعنى: "هذا الذي كنتم به تستعجلون وتدعون الله في قولكم: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم "؛ ويجوز أن يكون معنى " تدعون " ؛ هذا أيضا؛ "تفتعلون"؛ من "الدعاء"؛ و"تفتعلون"؛ من "الدعوى"؛ يجوز ذلك - والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية