الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1987 [ ص: 200 ] 31 - باب: ذكر النساج

                                                                                                                                                                                                                              2093 - حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم قال : سمعت سهل بن سعد رضي الله عنه قال : جاءت امرأة ببردة -قال : أتدرون ما البردة ؟ فقيل له : نعم ، هي الشملة ، منسوج في حاشيتها- قالت : يا رسول الله ، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها . فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاجا إليها ، فخرج إلينا وإنها إزاره ، فقال رجل من القوم : يا رسول الله ، اكسنيها ، فقال : "نعم" . فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - في المجلس ، ثم رجع فطواها ، ثم أرسل بها إليه ، فقال له القوم : ما أحسنت ، سألتها إياه ، لقد علمت أنه لا يرد سائلا . فقال الرجل : والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت . قال سهل : فكانت كفنه . [انظر : 1277 - فتح: 4 \ 318]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث سهل بن سعد في قصة البردة ، وسلف في الكفن من الجنائز فراجعه وفيه : جواز قبول الهدية من الضعيف إذا كان له مفضلة من التبرك وشبهه . والهبة لما يسأله الإنسان من ثوبه أو غيره . والأثرة على نفسه وإن كانت به حاجة إلى ذلك الشيء ، والتبرك بثوب الإمام والعالم ؟ رجاء النفع به في استشعاره كفنا وشبه ذلك ، وإعداد الكفن .

                                                                                                                                                                                                                              والبردة كالمئزر ، وربما كانت من صوف أو كتان ، وربما كانت أكبر من المئزر وقدر الرداء ، قاله الداودي . وظاهر إيراد الحديث أنها الشملة ، أنها الصوف ; لأن الشملة كساء يؤتزر به ، قاله ابن فارس .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (منسوج في حاشيتها) : قال الجوهري : حاشية الثوب : أحد جوانب الثوب . وقال الهروي نحوه . وقال القزاز : حاشيتاه ناحيتاه [ ص: 201 ] اللاتي في طرفها الهدب .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (وأخذها محتاجا إليها ، ولما طلبها بعث بها إليه) ; لأنه - عليه السلام - كان إذا أتاه شيء صرفه للمسلمين .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (إنها إزاره) : يقول : ليأتزر بها .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (ثم رجع فطواها) : يعني : رجع بعد قيامه من مجلسه .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (لا يرد سائلا) أي : فيما يجد وفيما ينبغي أن يجاب سائله .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (لتكون كفني) : رجاء بركتها لما صارت شعاره ولصقت بجسده .

                                                                                                                                                                                                                              وكذلك قال : أشعرنها إياه يعني : حقوه . وسأله عبد الله بن أبي في قميصه الذي يلي جسده ليكفن والده فيه فأجاب .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية