الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4505 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في (باب من فضائله).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 18 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              حدثنا قتيبة بن سعيد، وزهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، قالوا: حدثنا جرير عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، قال: كنا عند عبد الله بن عمرو، فذكرنا حديثا عن عبد الله بن مسعود، فقال: إن ذاك الرجل، لا أزال أحبه -بعد شيء سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقوله- سمعته يقول: "اقرءوا القرآن من أربعة نفر: من ابن أم عبد -فبدأ به- ومن أبي بن كعب، ومن سالم (مولى أبي حذيفة) ، ومن معاذ بن جبل". وحرف لم يذكره زهير، قوله: يقوله).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن مسروق؛ قال: كنا عند "عبد الله بن عمرو" رضي الله عنهما، فذكرنا حديثا عن ابن مسعود، فقال: إن ذلك الرجل لا أزال أحبه -بعد شيء سمعته من رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يقوله- سمعته يقول: "اقرأوا القرآن من أربعة نفر: من ابن أم عبد -فبدأ [ ص: 560 ] به- ومن أبي بن كعب، ومن سالم -مولى أبي حذيفة- ومن معاذ بن جبل").

                                                                                                                              قال أهل العلم: سببه أن هؤلاء أكثر ضبطا لألفاظه، وأتقن لأدائه، وإن كان غيرهم أفقه في معانيه منهم.

                                                                                                                              أو لأن هؤلاء الأربعة: تفرغوا لأخذه منه، صلى الله عليه وآله وسلم: مشافهة. وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم من بعض.

                                                                                                                              أو لأن هؤلاء: تفرغوا لأن يؤخذ عنهم.

                                                                                                                              أو أنه "صلى الله عليه وآله وسلم": أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته، صلى الله عليه وآله وسلم: من تقدم هؤلاء الأربعة، وتمكنهم. وأنهم أقعد من غيرهم في ذلك، فليؤخذ عنهم. قاله النووي. والأظهر الأول. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية