الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وسئل عما يقال على الأضحية حال ذبحها وما صفة ذبحها كيف يقسمها ؟

                التالي السابق


                فأجاب : الحمد لله . وأما الأضحية فإنه يستقبل بها القبلة فيضجعها على الأيسر ويقول : بسم الله والله أكبر اللهم تقبل مني كما [ ص: 309 ] تقبلت من إبراهيم خليلك . وإذا ذبحها قال : { وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين } { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } { لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } . ويتصدق بثلثها ويهدي ثلثها وإن أكل أكثرها أو أهداه أو أكله أو طبخها ودعا الناس إليها جاز .

                ويعطي أجرة الجزار من عنده وجلدها إن شاء انتفع به وإن شاء تصدق به والله أعلم .



                وقال رحمه الله تعالى فصل الذبيحة : الأضحية وغيرها : تضجع على شقها الأيسر ويضع الذابح رجله اليمين على عنقها كما ثبت في الصحيح { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمي ويكبر فيقول : باسم الله والله أكبر اللهم منك ولك اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك } .

                [ ص: 310 ] ومن أضجعها على شقها الأيمن وجعل رجله اليسرى على عنقها تكلف مخالفة يديه ليذبحها فهو جاهل بالسنة معذب لنفسه وللحيوان ولكن يحل أكلها ; فإن الإضجاع على الشق الأيسر أروح للحيوان . وأيسر في إزهاق النفس وأعون للذبح وهو السنة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها عمل المسلمين وعمل الأمم كلهم .

                ويشرع أن يستقبل بها القبلة أيضا . وإن ضحى بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته أجزأ ذلك في أظهر قولي العلماء . وهو مذهب مالك وأحمد وغيرهما فإن الصحابة كانوا يفعلون ذلك . وقد ثبت في الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بشاتين فقال في إحداهما : اللهم من محمد وآل محمد } .




                الخدمات العلمية