nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28979إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=13ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار
قوله : " إذ يغشاكم " الظرف منصوب بفعل مقدر كالذي قبله ، أو بدل ثان من " إذ يعدكم " ، أو منصوب بالنصر المذكور قبله ، وقل غير ذلك مما لا وجه له ، و " يغشيكم " هي قراءة
نافع وأهل
المدينة على أن الفاعل هو الله - سبحانه - ، وهذه القراءة هي المطابقة لما قبلها : أعني قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=10وما النصر إلا من عند الله ولما بعدها أعني
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وينزل عليكم فيتشاكل الكلام ويتناسب .
وقرأ
ابن كثير ،
وأبو عمرو " يغشاكم " على أن الفاعل " النعاس " ، وقرأ الباقون
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11يغشيكم بفتح الغين وتشديد الشين ، وهي كقراءة
نافع وأهل
المدينة في إسناد الفعل إلى الله ، ونصب النعاس .
قال مكي : والاختيار ضم الياء والتشديد ، ونصب " النعاس " لأن بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11أمنة منه والهاء في منه لله فهو الذي يغشيهم النعاس ، ولأن الأكثر عليه ، وعلى القراءة الأولى والثالثة يكون انتصاب " أمنة " على أنها مفعول له ، ولا يحتاج في ذلك إلى تأويل وتكلف ؛ لأن فاعل الفعل المعلل والعلة واحد بخلاف انتصابها على العلة ، باعتبار القراءة الثانية فإنه يحتاج إلى تكلف ، وأما على جعل الأمنة مصدرا فلا إشكال ، يقال : أمن أمنة وأمنا وأمانا ، وهذه الآية تتضمن ذكر نعمة أنعم الله بها عليهم ، وهي أنهم مع خوفهم من لقاء العدو والمهابة لجانبه سكن الله قلوبهم وأمنها حتى ناموا آمنين غير خائفين ، وكان هذا النوم في الليلة التي كان القتال في غدها .
قيل : وفي امتنان الله عليهم بالنوم في هذه الليلة وجهان : أحدهما : أنه قواهم بالاستراحة على القتال من الغد ، الثاني : أنه أمنهم بزوال الرعب من قلوبهم ، وقيل : إن النوم غشيهم في حال التقاء الصفين ، وقد مضى في يوم أحد نحو من هذا في سورة آل عمران .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به هذا المطر كان بعد النعاس ، وقيل : قبل النعاس .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أن الكفار يوم بدر سبقوا المؤمنين إلى ماء بدر ، فنزلوا عليه وبقي المؤمنون لا ماء لهم ، فأنزل الله المطر ليلة بدر ، والذي في سيرة
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وغيره أن المؤمنين هم الذين سبقوا إلى ماء بدر وأنه منع
قريشا من السبق إلى الماء مطر عظيم ولم يصب المسلمين منه إلا ما شد لهم دهس الوادي وأعانهم على المسير ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ليطهركم به ليرفع عنكم الأحداث
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ويذهب عنكم رجز الشيطان أي وسوسته لكم بما كان قد سبق إلى قلوبهم من الخواطر التي هي منه من الخوف والفشل حتى كانت حالهم حال من يساق إلى الموت
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وليربط على قلوبكم فيجعلها صابرة قوية ثابتة في مواطن الحرب ، والضمير في " به " من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ويثبت به الأقدام راجع إلى الماء الذي أنزله الله ، أي يثبت بهذا الماء الذي أنزله عليكم عند الحاجة إليه أقدامكم في مواطن القتال ، وقيل : الضمير راجع إلى الربط المدلول عليه بالفعل .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم الظرف منصوب بفعل محذوف خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه لا يقف على ذلك سواه : أي واذكر يا
محمد وقت إيحاء ربك إلى الملائكة ، وقيل : هو بدل من إذ يعدكم كما تقدم ولكنه يأبى ذلك
[ ص: 529 ] أن هذا لا يقف عليه المسلمون فلا يكون من جملة النعم التي عددها الله عليهم ، وقيل : العامل فيه " يثبت " فيكون المعنى : يثبت الأقدام وقت الوحي وليس لهذا التقييد معنى ، وقيل : العامل فيه ليربط ولا وجه لتقييد الربط على القلوب بوقت الإيحاء ، ومعنى الآية : أني معكم بالنصر والمعونة ، فعلى قراءة الفتح للهمزة هو مفعول " يوحي " وعلى قراءة الكسر يكون بتقدير القول .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فثبتوا الذين آمنوا بشروهم بالنصر أو ثبتوهم على القتال بالحضور معهم وتكثير سوادهم ، وهذا أمر منه - سبحانه - للملائكة الذين أوحى إليهم بأنه معهم ، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب قد تقدم بيان معنى إلقاء الرعب في آل عمران ، قيل : هذه الجملة تفسير لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12أني معكم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فاضربوا فوق الأعناق قيل : المراد الأعناق أنفسها و " فوق " زائدة : قاله
الأخفش وغيره .
وقال
محمد بن يزيد : هذا خطأ ؛ لأن " فوق " يفيد معنى ، فلا يجوز زيادتها ، ولكن المعنى أنه أبيح لهم ضرب الوجوه وما قرب منها ، وقيل : المراد بما فوق الأعناق : الرؤوس ، وقيل : المراد بـ " فوق الأعناق " : أعاليها لأنها المفاصل الذي يكون الضرب فيها أسرع إلى القطع .
قيل : وهذا أمر للملائكة وقيل : للمؤمنين ، وعلى الأول قيل : هو تفسير لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فثبتوا الذين آمنوا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12واضربوا منهم كل بنان قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : واحد البنان بنانة ، وهي هنا الأصابع وغيرها من الأعضاء ، والبنان مشتق من قولهم أبن الرجل بالمكان إذا أقام به ؛ لأنه يعمل بها ما يكون للإقامة والحياة ، وقيل : المراد بالبنان هنا : أطراف الأصابع من اليدين والرجلين وهو عبارة عن الثبات في الحرب ، فإذا ضربت البنان تعطل من المضروب القتال بخلاف سائر الأعضاء .
قال
عنترة :
وقد كان في الهيجاء يحمي ذمارها ويضرب عند الكرب كل بنان
وقال
عنترة أيضا :
وإن الموت طوع يدي إذا ما وطئت بنانها بالهندواني
قال
ابن فارس : البنان الأصابع ، ويقال : الأطراف .
والإشارة بقوله : ذلك إلى ما وقع عليهم من القتل ودخل في قلوبهم من الرعب ، وهو مبتدأ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=13بأنهم شاقوا الله ورسوله خبره ، أي ذلك بسبب مشاقتهم ، والشقاق أصله أن يصير كل واحد من الخصمين في شق ، وقد تقدم تحقيق ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=13ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب له يعاقبه بسبب ما وقع منه من الشقاق .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار الإشارة إلى ما تقدم من العقاب ، أو الخطاب هنا للكافرين كما أن الخطاب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذلكم للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو لكل من يصلح للخطاب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ذلكم رفع بإضمار الأمر أو القصة ، أي " الأمر أو القصة ذلكم فذوقوه " ، قال : ويجوز أن يضمر واعلموا .
قال في الكشاف : ويجوز أن يكون نصبا على : عليكم ذلكم فذوقوه ، كقولك : زيدا فاضربه .
قال
أبو حيان : لا يجوز تقدير عليكم لأنه اسم فعل ، وأسماء الأفعال لا تضمر ، وتشبيهه بـ " زيدا فاضربه " غير صحيح لأنه لم يقدر فيه عليك ، بل هو من باب الاشتغال ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14وأن للكافرين عذاب النار معطوفة على ما قبلها فتكون الإشارة على هذا إلى العقاب العاجل الذي أصيبوا به ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14وأن للكافرين عذاب النار إشارة إلى العقاب الآجل .
وقد أخرج
أبو يعلى ، ،
والبيهقي في الدلائل ، عن
علي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020269ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي تحت شجرة حتى أصبح .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب في الآية قال : بلغنا أن هذه الآية أنزلت في المؤمنين يوم
بدر ، فيما أغشاهم الله من النعاس أمنة منه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11أمنة منه قال : أمنا من الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11أمنة منه قال : رحمة منه أمنة من العدو .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه قال : النعاس في الرأس ، والنوم في القلب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عنه أيضا قال : كان النعاس أمنة من الله ، وكان النعاس نعاسين : نعاس يوم
بدر ، ونعاس يوم
أحد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به قال : طش كان يوم
بدر .
وأخرج هؤلاء ، عن
مجاهد في الآية قال : المطر أنزله الله عليهم قبل النعاس فأطفأ بالمطر الغبار ، والتبدت به الأرض ، وطابت به أنفسهم ، وثبتت به أقدامهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير قال :
بعث الله السماء وكان الوادي دهسا ، وأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ما لبد الأرض ولم يمنعهم السير ، وأصاب قريشا ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه .
وأخرج
ابن المنذر ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : إن المشركين غلبوا المسلمين في أول أمرهم على الماء ، فصحا المسلمون وصلوا مجنبين محدثين ، فألقى الشيطان في قلوبهم الحزن وقال : أتزعمون أن فيكم نبيا وأنكم أولياء الله ، وتصلون مجنبين محدثين ؟ فأنزل الله من السماء ماء ، فسال عليهم الوادي ماء ، فشرب المسلمون وتطهروا ، وثبتت أقدامهم ، وذهبت وسوسته .
وقد قدمنا أن المشهور في كتب السير المعتمدة أن المشركين لم يغلبوا المؤمنين على الماء بل المؤمنون هم الذين غلبوا عليه من الابتداء ، وهذا المروي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في إسناده
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي ، وهو ضعيف جدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11رجز الشيطان قال : وسوسته .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وليربط على قلوبكم قال : بالصبر
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ويثبت به الأقدام قال : كان بطن الوادي دهاسا ، فلما مطروا اشتدت الرملة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ويثبت به الأقدام قال : حتى تشتد على الرمل وهو كهيئة الأرض .
وأخرج
ابن [ ص: 530 ] جرير ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
علي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020271كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي تلك الليلة ويقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد وأصابهم تلك الليلة مطر شديد فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11ويثبت به الأقدام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، عن
مجاهد قال :
nindex.php?page=treesubj&link=30773لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر .
وأخرج
أبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=131أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : قال لي أبي : يا بني لقد رأيتنا يوم
بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس قال : كان الناس يوم
بدر يعرفون قتلى الملائكة ممن قتلوهم بضرب على الأعناق ، وعلى البنان مثل سمة النار قد احترق به .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
عكرمة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فاضربوا فوق الأعناق يقول : الرؤوس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
عطية nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فاضربوا فوق الأعناق قال : اضربوا الأعناق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
الضحاك ، nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فاضربوا فوق الأعناق يقول : اضربوا الرقاب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12واضربوا منهم كل بنان قال : يعني بالبنان الأطراف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
عطية nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12واضربوا منهم كل بنان قال : كل مفصل .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28979إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=13ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ
قَوْلُهُ : " إِذْ يَغْشَاكُمْ " الظَّرْفُ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ كَالَّذِي قَبْلَهُ ، أَوْ بَدَلٌ ثَانٍ مِنْ " إِذْ يَعِدُكُمْ " ، أَوْ مَنْصُوبٌ بِالنَّصْرِ الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ ، وَقَلَّ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَا وَجْهَ لَهُ ، وَ " يُغَشِّيكُمُ " هِيَ قِرَاءَةُ
نَافِعٍ وَأَهْلُ
الْمَدِينَةِ عَلَى أَنَّ الْفَاعِلَ هُوَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - ، وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ هِيَ الْمُطَابِقَةُ لِمَا قَبْلَهَا : أَعْنِي قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=10وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلِمَا بَعْدَهَا أَعْنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ فَيَتَشَاكَلُ الْكَلَامُ وَيَتَنَاسَبُ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو " يَغْشَاكُمْ " عَلَى أَنَّ الْفَاعِلَ " النُّعَاسُ " ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11يُغَشِّيكُمُ بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ ، وَهِيَ كَقِرَاءَةِ
نَافِعٍ وَأَهْلِ
الْمَدِينَةِ فِي إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى اللَّهِ ، وَنَصْبِ النُّعَاسِ .
قَالَ مَكِّيٌّ : وَالِاخْتِيَارُ ضَمُّ الْيَاءِ وَالتَّشْدِيدِ ، وَنَصْبُ " النُّعَاسَ " لِأَنَّ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11أَمَنَةً مِنْهُ وَالْهَاءُ فِي مِنْهُ لِلَّهِ فَهُوَ الَّذِي يُغَشَّيهِمُ النُّعَاسَ ، وَلِأَنَّ الْأَكْثَرَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى وَالثَّالِثَةِ يَكُونُ انْتِصَابُ " أَمَنَةً " عَلَى أَنَّهَا مَفْعُولٌ لَهُ ، وَلَا يَحْتَاجُ فِي ذَلِكَ إِلَى تَأْوِيلٍ وَتَكَلُّفٍ ؛ لِأَنَّ فَاعِلَ الْفِعْلِ الْمُعَلِّلِ وَالْعِلَّةَ وَاحِدٌ بِخِلَافِ انْتِصَابِهَا عَلَى الْعِلَّةِ ، بِاعْتِبَارِ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَكَلُّفٍ ، وَأَمَّا عَلَى جَعْلِ الْأَمَنَةِ مَصْدَرًا فَلَا إِشْكَالَ ، يُقَالُ : أَمِنَ أَمَنَةً وَأَمْنًا وَأَمَانًا ، وَهَذِهِ الْآيَةُ تَتَضَمَّنُ ذِكْرَ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِمْ ، وَهِيَ أَنَّهُمْ مَعَ خَوْفِهِمْ مِنْ لِقَاءِ الْعَدُوِّ وَالْمَهَابَةِ لِجَانِبِهِ سَكَّنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَأَمَّنَهَا حَتَّى نَامُوا آمِنِينَ غَيْرَ خَائِفِينَ ، وَكَانَ هَذَا النَّوْمُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي كَانَ الْقِتَالُ فِي غَدِهَا .
قِيلَ : وَفِي امْتِنَانِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالنَّوْمِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ قَوَّاهُمْ بِالِاسْتِرَاحَةِ عَلَى الْقِتَالِ مِنَ الْغَدِ ، الثَّانِي : أَنَّهُ أَمَّنَهُمْ بِزَوَالِ الرُّعْبِ مِنْ قُلُوبِهِمْ ، وَقِيلَ : إِنَّ النَّوْمَ غَشِيَهُمْ فِي حَالِ الْتِقَاءِ الصَّفَّيْنِ ، وَقَدْ مَضَى فِي يَوْمِ أُحُدٍ نَحْوٌ مَنْ هَذَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ هَذَا الْمَطَرُ كَانَ بَعْدَ النُّعَاسِ ، وَقِيلَ : قَبْلَ النُّعَاسِ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَنَّ الْكُفَّارَ يَوْمَ بَدْرٍ سَبَقُوا الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَاءِ بِدْرٍ ، فَنَزَلُوا عَلَيْهِ وَبَقِيَ الْمُؤْمِنُونَ لَا مَاءَ لَهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ لَيْلَةَ بَدْرٍ ، وَالَّذِي فِي سِيرَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ وَغَيْرِهِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ هُمُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى مَاءِ بَدْرٍ وَأَنَّهُ مَنَعَ
قُرَيْشًا مِنَ السَّبْقِ إِلَى الْمَاءِ مَطَرٌ عَظِيمٌ وَلَمْ يُصِبِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ إِلَّا مَا شَدَّ لَهُمْ دَهَسَ الْوَادِي وَأَعَانَهُمْ عَلَى الْمَسِيرِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ لِيَرْفَعَ عَنْكُمُ الْأَحْدَاثَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ أَيْ وَسْوَسَتَهُ لَكُمْ بِمَا كَانَ قَدْ سَبَقَ إِلَى قُلُوبِهِمْ مِنَ الْخَوَاطِرِ الَّتِي هِيَ مِنْهُ مِنَ الْخَوْفِ وَالْفَشَلِ حَتَّى كَانَتْ حَالُهُمْ حَالَ مَنْ يُسَاقُ إِلَى الْمَوْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ فَيَجْعَلَهَا صَابِرَةً قَوِيَّةً ثَابِتَةً فِي مُوَاطِنِ الْحَرْبِ ، وَالضَّمِيرُ فِي " بِهِ " مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ رَاجِعٌ إِلَى الْمَاءِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ ، أَيْ يُثَبِّتُ بِهَذَا الْمَاءِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْكُمْ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ أَقْدَامَكُمْ فِي مَوَاطِنِ الْقِتَالِ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الرَّبْطِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالْفِعْلِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ الظَّرْفُ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ خَاصٍّ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّهُ لَا يَقِفُ عَلَى ذَلِكَ سِوَاهُ : أَيْ وَاذْكُرْ يَا
مُحَمَّدُ وَقْتَ إِيحَاءِ رَبِّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ ، وَقِيلَ : هُوَ بَدَلٌ مِنْ إِذْ يَعِدُكُمْ كَمَا تَقَدَّمَ وَلَكِنَّهُ يَأْبَى ذَلِكَ
[ ص: 529 ] أَنَّ هَذَا لَا يَقِفُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَلَا يَكُونُ مِنْ جُمْلَةِ النِّعَمِ الَّتِي عَدَّدَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَقِيلَ : الْعَامِلُ فِيهِ " يُثَبِّتَ " فَيَكُونُ الْمَعْنَى : يُثَبِّتُ الْأَقْدَامَ وَقْتَ الْوَحْيِ وَلَيْسَ لِهَذَا التَّقْيِيدِ مَعْنَى ، وَقِيلَ : الْعَامِلُ فِيهِ لِيَرْبِطَ وَلَا وَجْهَ لِتَقْيِيدِ الرَّبْطِ عَلَى الْقُلُوبِ بِوَقْتِ الْإِيحَاءِ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنِّي مَعَكُمْ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ ، فَعَلَى قِرَاءَةِ الْفَتْحِ لِلْهَمْزَةِ هُوَ مَفْعُولُ " يُوحِي " وَعَلَى قِرَاءَةِ الْكَسْرِ يَكُونُ بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا بَشِّرُوهُمْ بِالنَّصْرِ أَوْ ثَبِّتُوهُمْ عَلَى الْقِتَالِ بِالْحُضُورِ مَعَهُمْ وَتَكْثِيرِ سَوَادِهِمْ ، وَهَذَا أَمَرٌ مِنْهُ - سُبْحَانَهُ - لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ أَوْحَى إِلَيْهِمْ بِأَنَّهُ مَعَهُمْ ، وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ مَعْنَى إِلْقَاءِ الرُّعْبِ فِي آلِ عِمْرَانَ ، قِيلَ : هَذِهِ الْجُمْلَةُ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12أَنِّي مَعَكُمْ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ قِيلَ : الْمُرَادُ الْأَعْنَاقُ أَنْفُسُهَا وَ " فَوْقَ " زَائِدَةٌ : قَالَهُ
الْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : هَذَا خَطَأٌ ؛ لِأَنَّ " فَوْقَ " يُفِيدُ مَعْنًى ، فَلَا يَجُوزُ زِيَادَتُهَا ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ أُبِيحَ لَهُمْ ضَرْبُ الْوُجُوهِ وَمَا قَرُبَ مِنْهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِمَا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ : الرُّؤُوسُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِـ " فَوْقَ الْأَعْنَاقِ " : أَعَالِيهَا لِأَنَّهَا الْمَفَاصِلُ الَّذِي يَكُونُ الضَّرْبُ فِيهَا أَسْرَعَ إِلَى الْقَطْعِ .
قِيلَ : وَهَذَا أَمْرٌ لِلْمَلَائِكَةِ وَقِيلَ : لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَعَلَى الْأَوَّلِ قِيلَ : هُوَ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَاحِدُ الْبَنَانِ بَنَانَةٌ ، وَهِيَ هُنَا الْأَصَابِعُ وَغَيْرُهَا مِنَ الْأَعْضَاءِ ، وَالْبَنَانِ مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ أَبَنَّ الرَّجُلُ بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ بِهِ ؛ لِأَنَّهُ يَعْمَلُ بِهَا مَا يَكُونُ لِلْإِقَامَةِ وَالْحَيَاةِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْبَنَانِ هُنَا : أَطْرَافُ الْأَصَابِعِ مِنَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الثَّبَاتِ فِي الْحَرْبِ ، فَإِذَا ضُرِبَتِ الْبَنَانُ تَعَطَّلَ مِنَ الْمَضْرُوبِ الْقَتَّالُ بِخِلَافِ سَائِرِ الْأَعْضَاءِ .
قَالَ
عَنْتَرَةُ :
وَقَدْ كَانَ فِي الْهَيْجَاءِ يَحْمِي ذِمَارَهَا وَيَضْرِبُ عِنْدَ الْكَرْبِ كُلَّ بَنَانِ
وَقَالَ
عَنْتَرَةُ أَيْضًا :
وَإِنَّ الْمَوْتَ طَوْعُ يَدِي إِذَا مَا وَطِئْتُ بَنَانَهَا بِالْهِنْدُوَانِي
قَالَ
ابْنُ فَارِسٍ : الْبَنَانُ الْأَصَابِعُ ، وَيُقَالُ : الْأَطْرَافُ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْقَتْلِ وَدَخَلَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الرُّعْبِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=13بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ خَبَرُهُ ، أَيْ ذَلِكَ بِسَبَبِ مُشَاقَّتِهِمْ ، وَالشِّقَاقُ أَصْلُهُ أَنْ يَصِيرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَصْمَيْنِ فِي شِقٍّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=13وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لَهُ يُعَاقِبُهُ بِسَبَبِ مَا وَقَعَ مِنْهُ مِنَ الشِّقَاقِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ الْإِشَارَةُ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْعُقَابِ ، أَوِ الْخِطَابُ هُنَا لِلْكَافِرِينَ كَمَا أَنَّ الْخِطَابَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14ذَلِكُمْ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لِلْخِطَابِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : ذَلِكُمْ رَفْعٌ بِإِضْمَارِ الْأَمْرِ أَوِ الْقِصَّةِ ، أَيِ " الْأَمْرُ أَوِ الْقِصَّةُ ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ " ، قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يُضْمِرَ وَاعْلَمُوا .
قَالَ فِي الْكَشَّافِ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى : عَلَيْكُمْ ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ ، كَقَوْلِكَ : زَيْدًا فَاضْرِبْهُ .
قَالَ
أَبُو حَيَّانَ : لَا يَجُوزُ تَقْدِيرُ عَلَيْكُمْ لِأَنَّهُ اسْمُ فِعْلٍ ، وَأَسْمَاءُ الْأَفْعَالِ لَا تُضْمَرُ ، وَتَشْبِيهُهُ بِـ " زَيْدًا فَاضْرِبْهُ " غَيْرُ صَحِيحٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ فِيهِ عَلَيْكَ ، بَلْ هُوَ مِنْ بَابِ الِاشْتِغَالِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا فَتَكُونُ الْإِشَارَةُ عَلَى هَذَا إِلَى الْعِقَابِ الْعَاجِلِ الَّذِي أُصِيبُوا بِهِ وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=14وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ إِشَارَةً إِلَى الْعِقَابِ الْآجِلِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى ، ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020269مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلَّا نَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي تَحْتَ شَجَرَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنِ شِهَابٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ فِي الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، فِيمَا أَغْشَاهُمُ اللَّهُ مِنَ النُّعَاسِ أَمَنَةً مِنْهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11أَمَنَةً مِنْهُ قَالَ : أَمْنًا مِنَ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11أَمَنَةً مِنْهُ قَالَ : رَحْمَةً مِنْهُ أَمَنَةً مِنَ الْعَدِّوِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : النُّعَاسُ فِي الرَّأْسِ ، وَالنَّوْمُ فِي الْقَلْبِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : كَانَ النُّعَاسُ أَمَنَةً مِنَ اللَّهِ ، وَكَانَ النُّعَاسُ نُعَاسَيْنِ : نُعَاسٌ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَنُعَاسٌ يَوْمَ
أُحُدٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ قَالَ : طَشٌّ كَانَ يَوْمَ
بَدْرٍ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : الْمَطَرُ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ النُّعَاسِ فَأَطْفَأَ بِالْمَطَرِ الْغُبَارَ ، وَالْتَبَدَتْ بِهِ الْأَرْضُ ، وَطَابَتْ بِهِ أَنْفُسُهُمْ ، وَثَبَتَتْ بِهِ أَقْدَامُهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
بَعَثَ اللَّهُ السَّمَاءَ وَكَانَ الْوَادِي دَهْسًا ، وَأَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابَهُ مَا لَبَّدَ الْأَرْضَ وَلَمْ يَمْنَعْهُمُ السَّيْرَ ، وَأَصَابَ قُرَيْشًا مَا لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَرْتَحِلُوا مَعَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ غَلَبُوا الْمُسْلِمِينَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِمْ عَلَى الْمَاءِ ، فَصَحَا الْمُسْلِمُونَ وَصَلَّوْا مُجْنِبِينَ مُحْدِثِينَ ، فَأَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَزَنَ وَقَالَ : أَتَزْعُمُونِ أَنَّ فِيكُمْ نَبِيًّا وَأَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، وَتُصَلُّونَ مُجْنِبِينَ مُحْدَثِينَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ، فَسَالَ عَلَيْهِمُ الْوَادِي مَاءً ، فَشَرِبَ الْمُسْلِمُونَ وَتَطَهَّرُوا ، وَثَبَتَتْ أَقْدَامُهُمْ ، وَذَهَبَتْ وَسْوَسَتُهُ .
وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْمَشْهُورَ فِي كُتُبِ السِّيَرِ الْمُعْتَمِدَةِ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يَغْلِبُوا الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمَاءِ بَلِ الْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَيْهِ مِنَ الِابْتِدَاءِ ، وَهَذَا الْمَرْوِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي إِسْنَادِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11رِجْزَ الشَّيْطَانِ قَالَ : وَسْوَسَتَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ قَالَ : بِالصَّبْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ قَالَ : كَانَ بَطْنُ الْوَادِي دَهَاسًا ، فَلَمَّا مُطِرُوا اشْتَدَّتِ الرَّمْلَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ قَالَ : حَتَّى تَشْتَدَّ عَلَى الرَّمْلِ وَهُوَ كَهَيْئَةِ الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ [ ص: 530 ] جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020271كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ لَا تُعْبَدْ وَأَصَابَهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَطَرٌ شَدِيدٌ فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30773لَمْ تُقَاتِلِ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا يَوْمَ بَدْرٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=131أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ : قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ
بَدْرٍ وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيُشِيرُ بِسَيْفِهِ إِلَى رَأْسِ الْمُشْرِكِ فَيَقَعُ رَأْسُهُ عَنْ جَسَدِهِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ السَّيْفُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَوْمَ
بَدْرٍ يَعْرِفُونَ قَتْلَى الْمَلَائِكَةِ مِمَّنْ قَتَلُوهُمْ بِضَرْبٍ عَلَى الْأَعْنَاقِ ، وَعَلَى الْبَنَانِ مِثْلَ سِمَةِ النَّارِ قَدِ احْتَرَقَ بِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ يَقُولُ : الرُّؤُوسُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
عَطِيَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ قَالَ : اضْرِبُوا الْأَعْنَاقَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ يَقُولُ : اضْرِبُوا الرِّقَابَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ قَالَ : يَعْنِي بِالْبَنَانِ الْأَطْرَافَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
عَطِيَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ قَالَ : كُلَّ مِفْصَلٍ .