الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الخل

                                                                                                          1839 حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا مبارك بن سعيد هو أخو سفيان بن سعيد الثوري عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الإدام الخل قال وفي الباب عن عائشة وأم هانئ [ ص: 465 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 465 ] قوله : ( حدثنا الحسن بن عرفة ) هو العبدي البغدادي ( حدثنا مبارك بن سعيد أخو سفيان إلخ ) قال في التقريب : مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري الأعمى أبو عبد الرحمن الكوفي نزيل بغداد صدوق من الثامنة انتهى . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن أبيه وأخويه سفيان وعمر وغيرهم ، وعنه الحسن بن عرفة وغيره .

                                                                                                          قوله : ( نعم الإدام الخل ) قال النووي : الإدام بكسر الهمزة ما يؤتدم به يقال أدم الخبز يأدمه بكسر الدال ، وجمع الإدام أدم بضم الهمزة والدال كإهاب وأهب وكتاب وكتب والأدم بإسكان الدال مفرد كإدام انتهى . وقال في النهاية : الإدام بالكسر والأدم بالضم ما يؤكل مع الخبز أي شيء كان انتهى . قال الخطابي : معنى الحديث مدح الاقتصار في المأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة كأن يقول : ائتدموا بالخل وما كان في معناه مما تخف مؤنته ولا يعز وجوده ، ولا تتأنقوا في الشهوات فإنها مفسدة للدين مسقمة للبدن . وذكر النووي كلام الخطابي هذا ثم قال : والصواب الذي ينبغي أن يجزم به أنه مدح للخل نفسه ، وأما الاقتصار في المطعم وترك الشهوات فمعلوم من قواعد أخر انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية