الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وأنه أهلك عادا الأولى [50]

                                                                                                                                                                                                                                        قراءة الكوفيين وبعض المكيين . وهي القراءة البينة في العربية حرك التنوين لالتقاء الساكنين . وقراءة أبي عمرو وأهل المدينة ( وأنه أهلك عادا الولى) بإدغام التنوين في اللام . وتكلم النحويون في هذا فقال محمد بن يزيد : هو لحن ، وقال غيره : لا يخلو من إحدى جهتين أن يصرف عادا فيقول : عادا الأولى ، أو يمنعه الصرف يجعله اسما للقبيلة فيقول عاد الأولى . فأما عادا الأولى فمتوسط ، فأما الاحتجاج بقراءة أهل المدينة [ ص: 280 ] وأبي عمرو فنذكره عن أبي إسحاق ، قال : فيه ثلاث لغات يقال : الأولى بتحقيق الهمزة ثم تخفف الهمزة فتلقى حركتها على اللام فتقول : "الولى" ولا تحذف ألف الوصل لأنها تثبت مع ألف الاستفهام نحو ( آلله أذن لكم ) فخالفت ألفات الوصل فلم تحذف أيضا ههنا . واللغة الثالثة أن يقال : "لولى" فتحذف ألف الوصل لأنها إنما اجتلبت لسكون اللام فلما تحركت اللام حذفت فعلى هذا قراءته ( عادا الولي) أدغم التنوين في اللام . قال : وسمعت محمد بن الوليد يقول : لا يجوز إدغام التنوين في هذه اللام لأن هذه اللام أصلها السكون والتنوين ساكن فكأنه جمع بين ساكنين قال : وسمعته يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : ما علمت أن أبا عمرو بن العلاء لحن في صميم العربية في شيء من القرآن إلا في ( يؤده إليك ) وفي ( وإنه أهلك عادا الأولى) قال : وأبى هذا أبو إسحاق واحتج بما قدمنا . فأما الأولى فيقال : لا يكون أولي إلا وثم أخرى فهل كان ثم عاد آخرة؟ فتكلم في هذا جماعة من العلماء . فمن أحسن ما قيل فيه ما ذكره محمد بن إسحاق قال : عاد الأولى عاد بن إرم بن عوض بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم ، وعاد الثانية بنو لقيم بن هزال بن هزيل من ولد عاد الأكبر وكانوا بمكة في وقت أهلكت عاد الأولى مع بني عملاق . قال أبو إسحاق : فبقوا بعد عاد الأولى حتى بغى بعضهم على بعض وقتل بعضهم بعضا . قال : وسمعت علي بن سليمان يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : عاد الآخرة ثمود ، واستشهد على ذلك بقول زهير :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 281 ]

                                                                                                                                                                                                                                        كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم



                                                                                                                                                                                                                                        يريد عاقر الناقة وجواب ثالث أنه قد يكون شيء له أول ولا آخر له من ذلك نعيم أهل الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية