nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28979_30319_8168يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين
الزحف : الدنو قليلا قليلا ، وأصله الاندفاع على الإلية ، ثم سمي كل ماش في الحرب إلى آخر زاحفا .
والتزاحف : التداني والتقارب ، تقول : زحف إلى العدو زحفا ، وازدحف القوم : أي مشى بعضهم إلى بعض ، وانتصاب زحفا إما على أنه مصدر لفعل محذوف : أي تزحفون زحفا ، أو على أنه حال من المؤمنين : أي حال كونكم زاحفين إلى الكفار ، أو حال من الذين كفروا : أي حال كون الكفار زاحفين إليكم ، أو حال من الفريقين أي متزاحفين
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15فلا تولوهم الأدبار nindex.php?page=treesubj&link=8168_30319نهى الله المؤمنين أن ينهزموا عن الكفار إذا لقوهم ، وقد دب بعضهم إلى بعض للقتال ، فظاهر هذه الآية العموم لكل المؤمنين في كل زمن ، وعلى كل حال إلا حالة
nindex.php?page=treesubj&link=8178_8179التحرف والتحيز .
وقد روي ، عن
عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ،
وأبي سعيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12179وأبي نضرة ،
وعكرمة ،
ونافع ،
والحسن ،
وقتادة ، ،
وزيد بن أبي حبيب ،
والضحاك ، أن تحريم الفرار من الزحف في هذه الآية مختص بيوم
بدر ، وأن
أهل بدر لم يكن لهم أن ينحازوا ، ولو انحازوا لانحازوا إلى المشركين ، إذ لم يكن في الأرض يومئذ مسلمون غيرهم ولا لهم فئة إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأما بعد ذلك فإن بعضهم فئة لبعض ، وبه قال
أبو حنيفة .
قالوا : ويؤيده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومن يولهم يومئذ دبره فإنه إشارة إلى يوم
بدر ، وقيل : إن هذه الآية منسوخة بآية الضعف .
وذهب جمهور العلماء إلى أن هذه الآية محكمة عامة غير خاصة ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=8168الفرار من الزحف محرم ، ويؤيد هذا أن هذه الآية نزلت بعد انقضاء الحرب في يوم
بدر .
وأجيب عن قول الأولين بأن الإشارة في يومئذ إلى يوم
بدر بأن الإشارة إلى يوم الزحف كما يفيده السياق ، ولا منافاة بين هذه الآية وآية الضعف ، بل هذه الآية مقيدة بها فيكون الفرار من الزحف محرما بشرط ما بينه الله في آية الضعف ، ولا وجه لما ذكروه من أنه لم يكن في الأرض يوم
بدر مسلمون غير من حضرها فقد كان في
المدينة إذ ذاك خلق كثير لم يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخروج ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - ومن خرج معه لم يكونوا يرون في الابتداء أنه سيكون قتال .
ويؤيد هذا ورود الأحاديث الصحيحة المصرحة بأن
nindex.php?page=treesubj&link=8168_30319الفرار من الزحف من جملة الكبائر كما في حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020272اجتنبوا السبع الموبقات ، وفيه : والتولي يوم الزحف ونحوه من الأحاديث وهذا البحث تطول ذيوله وتتشعب طرقه ، وهو مبين في مواطنه .
قال
ابن عطية : والأدبار جمع دبر ، والعبارة بالدبر في هذه الآية متمكنة في الفصاحة لما في ذلك من الشناعة على الفار والذم له .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إلا متحرفا لقتال التحرف : الزوال عن جهة الاستواء ، والمراد به هنا التحرف من جانب إلى جانب في المعركة طلبا لمكائد الحرب وخداعا للعدو ، وكمن يوهم أنه منهزم ليتبعه العدو فيكر عليه ويتمكن منه ، ونحو ذلك من مكائد الحرب فإن
nindex.php?page=treesubj&link=25558الحرب خدعة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16أو متحيزا إلى فئة أي : إلى جماعة من المسلمين غير الجماعة المقابلة للعدو ، وانتصاب " متحرفا " و " متحيزا على الاستثناء من المولين : أي ومن يولهم دبره إلا رجلا منهم متحرفا أو متحيزا ، ويجوز انتصابهما على الحال ، ويكون حرف الاستثناء لغوا لا عمل له ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16فقد باء بغضب من الله جزاء للشرط .
والمعنى : من ينهزم ويفر من الزحف فقد رجع بغضب كائن من الله إلا المتحرف والمتحيز ومأواه جهنم ، أي المكان الذي يأوي إليه هو النار ففراره أوقعه إلى ما هو أشد بلاء مما فر منه وأعظم عقوبة .
والمأوى : ما يأوي إليه الإنسان وبئس المصير ما صار إليه من عذاب النار .
وقد اشتملت هذه الآية على هذا الوعيد الشديد لمن يفر عن الزحف وفي ذلك دلالة على أنه من الكبائر الموبقة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم الفاء جواب شرط مقدر : أي إذا عرفتم ما قصه الله عليكم من إمداده لكم بالملائكة وإيقاع الرعب في قلوبهم ، فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم بما يسره لكم من الأسباب الموجبة للنصر .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى .
اختلف المفسرون في هذا الرمي على أقوال : فروي ، عن
مالك أن المراد به ما كان منه - صلى الله عليه وسلم - في يوم حنين ، فإنه رمى المشركين بقبضة من حصباء الوادي فأصابت كل واحد منهم ، وقيل : المراد به
[ ص: 531 ] الرمية التي رمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أبي بن خلف بالحربة في عنقه ، فانهزم ومات منها ، وقيل : المراد به السهم الذي رمى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حصن
خيبر ، فسار في الهواء حتى أصاب
ابن أبي الحقيق وهو على فراشه ، وهذه الأقوال ضعيفة ، فإن الآية نزلت عقب وقعة بدر .
وأيضا المشهور في كتب السير والحديث في قتل
ابن أبي الحقيق أنه وقع على صورة غير هذه الصورة .
والصحيح كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وغيره أن المراد بالرمي المذكور في هذه الآية هو ما كان منه - صلى الله عليه وسلم - في يوم بدر ، فإنه أخذ قبضة من تراب فرمى بها في وجوه المشركين فأصابت كل واحد منهم ودخلت في عينيه ومنخريه وأنفه .
قال ثعلب : المعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت الفزع والرعب في قلوبهم إذ رميت بالحصباء فانهزموا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17ولكن الله رمى أي أعانك وأظفرك ، والعرب تقول : رمى الله لك : أي أعانك وأظفرك وصنع لك .
وقد حكى مثل هذا
أبو عبيدة في كتاب المجاز .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد المبرد : المعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت بقوتك
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إذ رميت ولكنك بقوة الله رميت ، وقيل : المعنى : إن تلك الرمية بالقبضة من التراب التي رميتها لم ترمها أنت على الحقيقة ، لأنك لو رميتها ما بلغ أثرها إلا ما يبلغه رمي البشر ، ولكنها كانت رمية الله حيث أثرت ذلك الأثر العظيم ، فأثبت الرمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن صورتها وجدت منه ، ونفاها عنه لأن أثرها الذي لا يطيقه البشر فعل الله - عز وجل - ، فكأن الله فاعل الرمية على الحقيقة ، وكأنها لم توجد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصلا . هكذا في الكشاف .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا البلاء هاهنا النعمة ، والمعنى : ولينعم على المؤمنين إنعاما جميلا ، واللام متعلقة بمحذوف : أي وللإنعام عليهم بنعمه الجميلة فعل ذلك لا لغيره ، أو الواو عاطفة لما بعدها على علة مقدرة قبلها : أي ولكن الله رمى ليمحق الكافرين وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إن الله سميع عليم لدعائهم عليم بأحوالهم .
والإشارة بقوله ذلكم إلى البلاء الحسن ، وهو في محل رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف : أي الغرض
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين أي : إن الغرض منه - سبحانه - بما وقع مما حكته الآيات السابقة إبلاء المؤمنين وتوهين كيد الكافرين ، وقيل : المشار إليه القتل والرمي .
وقد قرئ بتشديد الهاء وتخفيفها مع التنوين .
وقرأ
الحسن بتخفيف الهاء مع الإضافة .
والكيد : المكر ، وقد تقدم بيانه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، في تاريخه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
نافع أنه سأل
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا ولا ندري من الفئة أمامنا أو عسكرنا ؟ فقال لي : الفئة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : إن الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار قال : إنما نزلت هذه الآية في أهل بدر لا قبلها ولا بعدها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والنحاس ، في ناسخه
وأبو الشيخ ،
والحاكم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومن يولهم يومئذ دبره الآية ، قال : إنها كانت لأهل بدر خاصة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال : لا تغرنكم هذه الآية فإنما كانت يوم بدر وأنا فئة لكل مسلم .
وأخرج
أبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في الآية قال : نزلت في أهل
بدر خاصة ما كان لهم أن ينهزموا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويتركوه .
وقد روي اختصاص هذه الآية بأهل
بدر عن جماعة من التابعين ومن بعدهم ، وقد قدمنا الإشارة إلى ذلك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إلا متحرفا لقتال يعني مستطردا يريد الكرة على المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16أو متحيزا إلى فئة يعني أو ينحاز إلى أصحابه من غير هزيمة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16فقد باء بغضب من الله يقول : استوجبوا سخطا من الله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومأواه جهنم وبئس المصير فهذا يوم
بدر خاصة كان شديدا على المسلمين يومئذ ليقطع دابر الكافرين وهو أول قتال قاتل المشركين من أهل
مكة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
الضحاك ، قال : المتحرف المتقدم من أصحابه أن يرى عورة من العدو فيصيبها ، والمتحيز : الفار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكذلك من فر اليوم إلى أميره وأصحابه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومن يولهم يومئذ دبره قال : هذه الآية منسوخة بالآية التي في الأنفال
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآن خفف الله عنكم ( الأنفال : 66 ) الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
وابن سعد ، ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
وأحمد ، ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ، في الأدب المفرد واللفظ له ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وحسنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والنحاس ، ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في شعب الإيمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020273كنا في غزاة فحاص الناس حيصة ، قلنا : كيف نلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب فأتينا رسول الله قبل صلاة الفجر ، فخرج فقال : من القوم ؟ فقلنا : نحن الفرارون ، فقال : لا ، بل أنتم العكارون ، فقبلنا يده فقال : أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين ، ثم قرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة .
وقد روي في تحريم الفرار من الزحف ، وأنه من الكبائر أحاديث ، وورد عن جماعة من الصحابة أنه من الكبائر ، كما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فلم تقتلوهم قال لأصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قال : هذا قتلت وهذا قتلت
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت قال
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - حين حصب الكفار .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت قال : رماهم يوم بدر بالحصباء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020274لما كان يوم بدر سمعنا صوتا من السماء إلى الأرض [ ص: 532 ] كأنه صوت حصاة وقعت في طست ، ورمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتلك الحصباء وقال : شاهت الوجوه فانهزمنا ، فذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت الآية .
وأخرج
أبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
جابر قال :
سمعت صوت حصيات وقعن من السماء يوم بدر ، كأنهن وقعن في طست ، فلما اصطف الناس أخذهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرمى بهن في وجوه المشركين فانهزموا ، فذلك قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه nindex.php?page=hadith&LINKID=1020276عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت قال : قال رسول الله لعلي : ناولني قبضة من حصباء ، فناوله فرمى بها في وجوه القوم فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه عن الحصباء فنزلت هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال :
لما كان يوم أحد أخذ أبي بن خلف يركض فرسه حتى دنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعترض رجال من المسلمين لأبي بن خلف ليقتلوه ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استأخروا ، فاستأخروا فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حربته في يده فرمى بها أبي بن خلف وكسر ضلعا من أضلاعه ، فرجع أبي بن خلف إلى أصحابه ثقيلا ، فاحتملوه حين ولوا قافلين فطفقوا يقولون لا بأس ، فقال أبي حين قالوا له ذلك : والله لو كانت بالناس لقتلتهم ، ألم يقل إني أقتلك إن شاء الله ، فانطلق به أصحابه ينعشونه حتى مات ببعض الطريق فدفنوه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب : وفي ذلك أنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري نحوه ، وإسناده صحيح إليهما ، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك .
قال
ابن كثير : وهذا القول عن هذين الإمامين غريب جدا ، ولعلهما أرادا أن الآية تتناولهما بعمومهما ، وهكذا قال فيما قاله
عبد الرحمن بن جبير ، كما سيأتي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
عبد الرحمن بن جبير ، :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ابن أبي الحقيق دعا بقوس فرمى بها الحصن ، فأقبل السهم حتى قتل ابن أبي الحقيق في فراشه ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17ولكن الله رمى أي لم يكن ذلك برميتك لولا الذي جعل الله من نصرك وما ألقى في صدور عدوك حتى هزمهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا أي ليعرف المؤمنين من نعمته عليهم في إظهارهم على عدوهم مع كثرة عدوهم وقلة عددهم ليعرفوا بذلك حقه ويشكروا بذلك نعمته .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28979_30319_8168يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ
الزَّحْفُ : الدُّنُوُّ قَلِيلًا قَلِيلًا ، وَأَصْلُهُ الِانْدِفَاعُ عَلَى الْإِلْيَةِ ، ثُمَّ سُمِّيَ كُلُّ مَاشٍ فِي الْحَرْبِ إِلَى آخَرَ زَاحِفًا .
وَالتَّزَاحُفُ : التَّدَانِي وَالتَّقَارُبُ ، تَقُولُ : زَحَفَ إِلَى الْعَدُوِّ زَحْفًا ، وَازْدَحَفَ الْقَوْمُ : أَيْ مَشَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، وَانْتِصَابُ زَحْفًا إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ تَزْحَفُونَ زَحْفًا ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ : أَيْ حَالَ كَوْنِكُمْ زَاحِفِينَ إِلَى الْكُفَّارِ ، أَوْ حَالٌ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا : أَيْ حَالَ كَوْنِ الْكُفَّارِ زَاحِفِينَ إِلَيْكُمْ ، أَوْ حَالٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ أَيْ مُتَزَاحِفَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ nindex.php?page=treesubj&link=8168_30319نَهَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَنْهَزِمُوا عَنِ الْكُفَّارِ إِذَا لَقُوهُمْ ، وَقَدْ دَبَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ لِلْقِتَالِ ، فَظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ الْعُمُومُ لِكُلِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي كُلِّ زَمَنٍ ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ إِلَّا حَالَةَ
nindex.php?page=treesubj&link=8178_8179التَّحَرُّفِ وَالتَّحَيُّزِ .
وَقَدْ رُوِيَ ، عَنْ
عُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنِ عُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ، ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ ،
وَأَبِي سَعِيدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12179وَأَبِي نَضْرَةَ ،
وَعِكْرِمَةَ ،
وَنَافِعٍ ،
وَالْحَسَنِ ،
وَقَتَادَةَ ، ،
وَزَيْدِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ،
وَالضَّحَّاكِ ، أَنَّ تَحْرِيمَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُخْتَصٌّ بِيَوْمِ
بَدْرٍ ، وَأَنَّ
أَهْلَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يَنْحَازُوا ، وَلَوِ انْحَازُوا لَانْحَازُوا إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مُسْلِمُونَ غَيْرَهُمْ وَلَا لَهُمْ فِئَةٌ إِلَّا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَّا بَعْدُ ذَلِكَ فَإِنَّ بَعْضَهُمْ فِئَةٌ لِبَعْضٍ ، وَبِهِ قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ .
قَالُوا : وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ فَإِنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى يَوْمِ
بَدْرٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ الضَّعْفِ .
وَذَهَبَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مُحْكَمَةٌ عَامَّةٌ غَيْرُ خَاصَّةٍ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=8168الْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ مُحَرَّمٌ ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْحَرْبِ فِي يَوْمِ
بَدْرٍ .
وَأُجِيبُ عَنْ قَوْلِ الْأَوَّلِينَ بِأَنَّ الْإِشَارَةَ فِي يَوْمَئِذٍ إِلَى يَوْمِ
بَدْرٍ بِأَنَّ الْإِشَارَةَ إِلَى يَوْمِ الزَّحْفِ كَمَا يُفِيدُهُ السِّيَاقُ ، وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَآيَةِ الضَّعْفِ ، بَلْ هَذِهِ الْآيَةُ مُقَيَّدَةٌ بِهَا فَيَكُونُ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ مُحَرَّمًا بِشَرْطِ مَا بَيَّنَهُ اللَّهُ فِي آيَةِ الضَّعْفِ ، وَلَا وَجْهَ لِمَا ذَكَرُوهُ مِنْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ يَوْمَ
بَدْرٍ مُسْلِمُونَ غَيْرَ مِنْ حَضَرَهَا فَقَدْ كَانَ فِي
الْمَدِينَةِ إِذْ ذَاكَ خَلْقٌ كَثِيرٌ لَمْ يَأْمُرْهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْخُرُوجِ ؛ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَنْ خَرَجَ مَعَهُ لَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَ فِي الِابْتِدَاءِ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ .
وَيُؤَيِّدُ هَذَا وُرُودُ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْمُصَرِّحَةِ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=8168_30319الْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ مِنْ جُمْلَةِ الْكَبَائِرِ كَمَا فِي حَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020272اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ، وَفِيهِ : وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَنَحْوِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ وَهَذَا الْبَحْثُ تَطُولُ ذُيُولُهُ وَتَتَشَعَّبُ طُرُقُهُ ، وَهُوَ مُبَيَّنٌ فِي مَوَاطِنِهِ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَالْأَدْبَارُ جَمْعُ دُبُرٍ ، وَالْعِبَارَةُ بِالدُّبُرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُتَمَكِّنَةٌ فِي الْفَصَاحَةِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الشَّنَاعَةِ عَلَى الْفَارِّ وَالذَّمِّ لَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ التَّحَرُّفُ : الزَّوَالُ عَنْ جِهَةِ الِاسْتِوَاءِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا التَّحَرُّفُ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ فِي الْمَعْرَكَةِ طَلَبًا لِمَكَائِدِ الْحَرْبِ وَخِدَاعًا لِلْعَدُوِّ ، وَكَمَنَ يُوهِمُ أَنَّهُ مُنْهَزِمٌ لِيَتْبَعَهُ الْعَدُوُّ فَيَكِرَّ عَلَيْهِ وَيَتَمَكَّنَ مِنْهُ ، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ مَكَائِدِ الْحَرْبِ فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25558الْحَرْبَ خُدْعَةٌ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ أَيْ : إِلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غَيْرِ الْجَمَاعَةِ الْمُقَابِلَةِ لِلْعَدُوِّ ، وَانْتِصَابُ " مُتَحَرِّفًا " وَ " مُتَحَيِّزًا عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ مِنَ الْمُوَلِّينَ : أَيْ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ دُبُرَهُ إِلَّا رَجُلًا مِنْهُمْ مُتَحَرِّفًا أَوْ مُتَحَيِّزًا ، وَيَجُوزُ انْتِصَابُهُمَا عَلَى الْحَالِ ، وَيَكُونُ حَرْفُ الِاسْتِثْنَاءِ لَغْوًا لَا عَمَلَ لَهُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ جَزَاءٌ لِلشَّرْطِ .
وَالْمَعْنَى : مَنْ يَنْهَزِمُ وَيَفِرُّ مِنَ الزَّحْفِ فَقَدْ رَجَعَ بِغَضَبٍ كَائِنٍ مِنَ اللَّهِ إِلَّا الْمُتَحَرِّفَ وَالْمُتَحَيِّزَ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ، أَيِ الْمَكَانُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْهِ هُوَ النَّارُ فَفِرَارُهُ أَوْقَعُهُ إِلَى مَا هُوَ أَشَدُّ بَلَاءً مِمَّا فَرَّ مِنْهُ وَأَعْظَمُ عُقُوبَةً .
وَالْمَأْوَى : مَا يَأْوِي إِلَيْهِ الْإِنْسَانُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ .
وَقَدِ اشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى هَذَا الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ لِمَنْ يَفِرُّ عَنِ الزَّحْفِ وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الْكَبَائِرِ الْمُوبِقَةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ الْفَاءُ جَوَابُ شَرْطٍ مُقَدَّرٌ : أَيْ إِذَا عَرَفْتُمْ مَا قَصَّهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ إِمْدَادِهِ لَكُمْ بِالْمَلَائِكَةِ وَإِيقَاعِ الرُّعْبِ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ بِمَا يَسَّرَهُ لَكُمْ مِنَ الْأَسْبَابِ الْمُوجِبَةِ لِلنَّصْرِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى .
اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذَا الرَّمْيِ عَلَى أَقْوَالٍ : فَرُوِيَ ، عَنْ
مَالِكٍ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ مَا كَانَ مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ ، فَإِنَّهُ رَمَى الْمُشْرِكِينَ بِقَبْضَةٍ مِنْ حَصْبَاءِ الْوَادِي فَأَصَابَتْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ
[ ص: 531 ] الرَّمْيَةُ الَّتِي رَمَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ بِالْحَرْبَةِ فِي عُنُقِهِ ، فَانْهَزَمَ وَمَاتَ مِنْهَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ السَّهْمُ الَّذِي رَمَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حِصْنِ
خَيْبَرَ ، فَسَارَ فِي الْهَوَاءِ حَتَّى أَصَابَ
ابْنَ أَبِي الْحَقِيقِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ ، وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ ضَعِيفَةٌ ، فَإِنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَقِبَ وَقْعَةِ بِدْرٍ .
وَأَيْضًا الْمَشْهُورُ فِي كُتُبِ السِّيَرِ وَالْحَدِيثِ فِي قَتْلِ
ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ أَنَّهُ وَقَعَ عَلَى صُورَةٍ غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ .
وَالصَّحِيحُ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالرَّمْيِ الْمَذْكُورِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هُوَ مَا كَانَ مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي يَوْمِ بَدْرٍ ، فَإِنَّهُ أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ فَأَصَابَتْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَدَخَلَتْ فِي عَيْنَيْهِ وَمِنْخَرَيْهِ وَأَنْفِهِ .
قَالَ ثَعْلَبٌ : الْمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ الْفَزَعَ وَالرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ إِذْ رَمَيْتَ بِالْحَصْبَاءِ فَانْهَزَمُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى أَيْ أَعَانَكَ وَأَظْفَرَكَ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : رَمَى اللَّهُ لَكَ : أَيْ أَعَانَكَ وَأَظْفَرَكَ وَصَنَعَ لَكَ .
وَقَدْ حَكَى مِثْلَ هَذَا
أَبُو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْمَجَازِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ : الْمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ بِقُوَّتِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّكَ بِقُوَّةِ اللَّهِ رَمَيْتَ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ تِلْكَ الرَّمْيَةَ بِالْقَبْضَةِ مِنَ التُّرَابِ الَّتِي رَمَيْتَهَا لَمْ تَرْمِهَا أَنْتَ عَلَى الْحَقِيقَةِ ، لِأَنَّكَ لَوْ رَمَيْتَهَا مَا بَلَغَ أَثَرُهَا إِلَّا مَا يَبْلُغُهُ رَمْيُ الْبَشَرِ ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ رَمْيَةَ اللَّهِ حَيْثُ أَثَّرَتْ ذَلِكَ الْأَثَرَ الْعَظِيمَ ، فَأَثْبَتَ الرَّمْيَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ صُورَتَهَا وُجِدَتْ مِنْهُ ، وَنَفَاهَا عَنْهُ لِأَنَّ أَثَرَهَا الَّذِي لَا يُطِيقُهُ الْبَشَرُ فِعْلُ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، فَكَأَنَّ اللَّهَ فَاعِلُ الرَّمْيَةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ ، وَكَأَنَّهَا لَمْ تُوجَدْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصْلًا . هَكَذَا فِي الْكَشَّافِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا الْبَلَاءُ هَاهُنَا النِّعْمَةُ ، وَالْمَعْنَى : وَلِيُنْعِمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِنْعَامًا جَمِيلًا ، وَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ : أَيْ وَلِلْإِنْعَامِ عَلَيْهِمْ بِنِعَمِهِ الْجَمِيلَةِ فَعَلَ ذَلِكَ لَا لِغَيْرِهِ ، أَوِ الْوَاوُ عَاطِفَةٌ لِمَا بَعْدَهَا عَلَى عِلَّةٍ مُقَدَّرَةٍ قَبْلَهَا : أَيْ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى لِيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ لِدُعَائِهِمْ عَلِيمٌ بِأَحْوَالِهِمْ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ ذَلِكُمْ إِلَى الْبَلَاءِ الْحَسَنِ ، وَهُوَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ خَبْرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيِ الْغَرَضُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ أَيْ : إِنَّ الْغَرَضَ مِنْهُ - سُبْحَانَهُ - بِمَا وَقَعَ مِمَّا حَكَتْهُ الْآيَاتُ السَّابِقَةُ إِبْلَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَوْهِينُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ، وَقِيلَ : الْمُشَارُ إِلَيْهِ الْقَتْلُ وَالرَّمْيُ .
وَقَدْ قُرِئَ بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ وَتَخْفِيفِهَا مَعَ التَّنْوِينِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ بِتَخْفِيفِ الْهَاءِ مَعَ الْإِضَافَةِ .
وَالْكَيْدُ : الْمَكْرُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، فِي تَارِيخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
نَافِعٍ أَنَّهُ سَأَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنَ عُمَرٍ قَالَ : إِنَّا قَوْمٌ لَا نَثْبُتُ عِنْدَ قِتَالِ عَدُوِّنَا وَلَا نَدْرِي مَنِ الْفِئَةُ أَمَامَنَا أَوْ عَسْكَرُنَا ؟ فَقَالَ لِي : الْفِئَةُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ قَالَ : إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِ بَدْرٍ لَا قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالنَّحَّاسُ ، فِي نَاسِخِهِ
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ الْآيَةَ ، قَالَ : إِنَّهَا كَانَتْ لِأَهْلِ بَدْرٍ خَاصَّةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ فَإِنَّمَا كَانَتْ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَنَا فِئَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي الْآيَةِ قَالَ : نَزَلَتْ فِي أَهْلِ
بَدْرٍ خَاصَّةً مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَنْهَزِمُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَتْرُكُوهُ .
وَقَدْ رُوِيَ اخْتِصَاصُ هَذِهِ الْآيَةِ بِأَهْلِ
بَدْرٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَقَدْ قَدَّمَنَا الْإِشَارَةَ إِلَى ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ يَعْنِي مُسْتَطْرِدًا يُرِيدُ الْكَرَّةَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ يَعْنِي أَوْ يَنْحَازُ إِلَى أَصْحَابِهِ مِنْ غَيْرِ هَزِيمَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ يَقُولُ : اسْتَوْجَبُوا سَخَطًا مِنَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ فَهَذَا يَوْمَ
بَدْرٍ خَاصَّةً كَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ لِيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ وَهُوَ أَوَّلُ قِتَالٍ قَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، قَالَ : الْمُتَحَرِّفُ الْمُتَقَدِّمُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَرَى عَوْرَةً مِنَ الْعَدُوِّ فَيُصِيبُهَا ، وَالْمُتَحَيِّزُ : الْفَارُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَلِكَ مَنْ فَرَّ الْيَوْمَ إِلَى أَمِيرِهِ وَأَصْحَابِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ قَالَ : هَذِهِ الْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِالْآيَةِ الَّتِي فِي الْأَنْفَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ( الْأَنْفَالِ : 66 ) الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ سَعْدٍ ، ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ، ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ، فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَاللَّفْظُ لَهُ ،
وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ، ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالنَّحَّاسُ ، ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020273كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَحَاصَ النَّاسُ حَيْصَةً ، قُلْنَا : كَيْفَ نَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ فَرَرْنَا مِنَ الزَّحْفِ وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ ، فَخَرَجَ فَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ ؟ فَقُلْنَا : نَحْنُ الْفَرَّارُونَ ، فَقَالَ : لَا ، بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ ، فَقَبَّلْنَا يَدَهُ فَقَالَ : أَنَا فِئَتُكُمْ وَأَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ قَرَأَ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ .
وَقَدْ رُوِيَ فِي تَحْرِيمِ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ ، وَأَنَّهُ مِنَ الْكَبَائِرِ أَحَادِيثُ ، وَوَرْدَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ مِنَ الْكَبَائِرِ ، كَمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ قَالَ لِأَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَالَ : هَذَا قَتَلْتُ وَهَذَا قَتَلْتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ قَالَ
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ حَصَبَ الْكُفَّارَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ قَالَ : رَمَاهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ بِالْحَصْبَاءِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=137حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020274لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ سَمِعْنَا صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ [ ص: 532 ] كَأَنَّهُ صَوْتُ حَصَاةٍ وَقَعَتْ فِي طَسْتٍ ، وَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِتِلْكَ الْحَصْبَاءِ وَقَالَ : شَاهَتِ الْوُجُوهُ فَانْهَزَمْنَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ :
سَمِعْتُ صَوْتَ حَصَيَاتٍ وَقَعْنَ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ بَدْرٍ ، كَأَنَّهُنَّ وَقَعْنَ فِي طَسْتٍ ، فَلَمَّا اصْطَفَّ النَّاسُ أَخَذَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَمَى بِهِنَّ فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ فَانْهَزَمُوا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى . .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=hadith&LINKID=1020276عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَعَلِيٍّ : نَاوِلْنِي قَبْضَةً مِنْ حَصْبَاءَ ، فَنَاوَلَهُ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا امْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ عَنِ الْحَصْبَاءِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَخَذَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَرْكُضُ فَرَسُهُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاعْتَرَضَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ لِيَقْتُلُوهُ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : اسْتَأْخِرُوا ، فَاسْتَأْخَرُوا فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرْبَتَهُ فِي يَدِهِ فَرَمَى بِهَا أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ وَكَسَرَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ ، فَرَجَعَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ إِلَى أَصْحَابِهِ ثَقِيلًا ، فَاحْتَمَلُوهُ حِينَ وَلَّوْا قَافِلِينَ فَطَفِقُوا يَقُولُونَ لَا بَأْسَ ، فَقَالَ أُبَيٌّ حِينَ قَالُوا لَهُ ذَلِكَ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ بِالنَّاسِ لَقَتَلَتْهُمْ ، أَلَمْ يَقُلْ إِنِّي أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ يُنْعِشُونَهُ حَتَّى مَاتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَدَفَنُوهُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنُ الْمُسَيَّبِ : وَفِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيِّ نَحْوَهُ ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ إِلَيْهِمَا ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : وَهَذَا الْقَوْلُ عَنْ هَذَيْنِ الْإِمَامَيْنِ غَرِيبٌ جِدًّا ، وَلَعَلَّهُمَا أَرَادَا أَنَّ الْآيَةَ تَتَنَاوَلُهُمَا بِعُمُومِهِمَا ، وَهَكَذَا قَالَ فِيمَا قَالَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ ، كَمَا سَيَأْتِي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ دَعَا بِقَوْسٍ فَرَمَى بِهَا الْحِصْنَ ، فَأَقْبَلَ السَّهْمُ حَتَّى قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحَقِيقِ فِي فِرَاشِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى أَيْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِرَمْيَتِكَ لَوْلَا الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ مِنْ نَصْرِكَ وَمَا أَلْقَى فِي صُدُورِ عَدُوِّكَ حَتَّى هَزَمَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا أَيْ لِيَعْرِفَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ فِي إِظْهَارِهِمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ مَعَ كَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ وَقِلَّةِ عَدَدِهِمْ لِيَعْرِفُوا بِذَلِكَ حَقَّهُ وَيَشْكُرُوا بِذَلِكَ نِعْمَتَهُ .