الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          [ ص: 50 ] باب ميراث أهل الملل والقاتل لا يرث كافر مسلما ولا مسلم كافرا ، ويتوارثان بالولاء ; لثبوته ، وعنه : لا توارث ، فعليها يرث عصبة سيده الموافق لدينه وورث شيخنا المسلم من ذمي ; لئلا يمتنع قريبه من الإسلام ، ولوجوب نصرهم ولا ينصروننا ولا موالاة ، كمن آمن ولم يهاجر ينصره ولا ولاء له ، للآية ، فهؤلاء لا ينصروننا ولا هم بدارنا لننصرهم دائما ، فلم يكونوا يرثون ولا يورثون ، والإرث كالعقل ، وقد بين في قوله { وأولو الأرحام } في الأحزاب أن القريب المشارك في الإيمان والهجرة أولى ممن ليس بقرابة ، وإن كان مؤمنا مهاجرا . ولما فتحت مكة توارثوا ، ومن لزمته الهجرة ولم يهاجر فالآية فيه ، إلا من له هناك نصرة وجهاد بحسبه فيرث ، وفي الرد على الزنادقة أن الله حكم على المؤمنين لما هاجروا أن لا يتوارثوا إلا بالهجرة ، فلما كثر المهاجرون رد الله الميراث على الأولياء هاجروا أو لم يهاجروا . وفي عيون المسائل : كان التوارث في الجاهلية ثم في صدر الإسلام بالحلف والنصرة ، ثم نسخ إلى الإسلام والهجرة بقوله { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا } فكانوا يتوارثون بالإسلام والهجرة مع وجود النسب ، ثم نسخ بالرحم والقرابة ، قال : فهذا نسخ مرتين ، كذا رواه عكرمة .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية