الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (قالت رب أنى يكون لي ولد) في علة قولها هذا قولان . أحدهما: أنها قالت هذا تعجبا واستفهاما ، لا شكا وإنكارا ، على ما أشرنا إليه في قصة زكريا ، وعلى هذا [ ص: 391 ] الجمهور . والثاني: أن الذي خاطبها كان جبريل ، وكانت تظنه آدميا يريد بها سوءا ، ولهذا قالت: أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا [ مريم: 18 ] ، فلما بشرها لم تتيقن صحة قوله ، لأنها لم تعلم أنه ملك ، فلذلك قالت: (أنى يكون لي ولد) قاله ابن الأنباري .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (ولم يمسسني) أي: ولم يقربني زوج ، والمس: الجماع ، قاله ابن فارس . وسمي البشر بشرا ، لظهورهم ، والبشرة: ظاهر جلد الإنسان ، وأبشرت الأرض: أخرجت نباتها . وبشرت الأديم: إذا قشرت وجهه ، وتباشير الصبح: أوائله . قال: يعني جبريل: (كذلك الله يخلق ما يشاء) أي: بسبب ، وبغير سبب ، وباقي الآية مفسر في "البقرة" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية