الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( ك ت ب ) : كتب كتبا من باب قتل وكتبة بالكسر وكتابا والاسم الكتابة لأنها صناعة كالنجارة والعطارة وكتبت السقاء كتبا خرزته وكتبت البغلة كتبا خرزت حياها بحلقة حديد أو صفر ليمتنع الوثوب عليها وتطلق الكتبة والكتاب على المكتوب ويطلق الكتاب على المنزل وعلى ما يكتبه الشخص ويرسله قال أبو عمرو سمعت أعرابيا يمانيا يقول فلان لغوب جاءته كتابي فاحتقرها فقلت أتقول جاءته كتابي فقال أليس بصحيفة قلت ما اللغوب قال الأحمق وكتب حكم وقضى وأوجب ومنه كتب الله الصيام أي أوجبه وكتب القاضي بالنفقة قضى وكاتبت العبد مكاتبة وكتابا من باب قاتل قال تعالى ( { والذين يبتغون الكتاب } ) وكتبنا كتابا في المعاملات وكتابة بمعنى وقول الفقهاء باب الكتابة فيه تسامح لأن الكتابة اسم المكتوب وقيل للمكاتبة كتابة تسمية باسم المكتوب مجازا واتساعا لأنه يكتب في الغالب للعبد على مولاه كتاب بالعتق عند أداء النجوم ثم كثر الاستعمال حتى قال الفقهاء للمكاتبة كتابة وإن لم يكتب شيء قال الأزهري وسميت المكاتبة كتابة في الإسلام وفيه دليل على أن هذا الإطلاق ليس عربيا وشذ [ ص: 525 ] الزمخشري فجعل المكاتبة والكتابة بمعنى واحد ولا يكاد يوجد لغيره ذلك ويجوز أنه أراد الكتاب فطغا القلم بزيادة الهاء قال الأزهري الكتاب والمكاتبة أن يكاتب الرجل عبده أو أمته على مال منجم ويكتب العبد عليه أنه يعتق إذا أدى النجوم وقال غيره بمعناه وتكاتبا كذلك فالعبد مكاتب بالفتح اسم مفعول وبالكسر اسم فاعل لأنه كاتب سيده فالفعل منهما والأصل في باب المفاعلة أن يكون من اثنين فصاعدا يفعل أحدهما بصاحبه ما يفعل هو به وحينئذ فكل واحد فاعل ومفعول من حيث المعنى والمكتب بفتح الميم والتاء موضع تعليم الكتابة وكتبته بالتشديد علمته الكتابة والكتيبة الطائفة من الجيش مجتمعة والجمع كتائب .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية