الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        وأما الاختلاف من جهة الدعوة إليها وعدمها :

                        فظاهر أيضا; لأن غير الداعي وإن كان عرضة بالاقتداء فقد لا [ ص: 219 ] يقتدى به ، ويختلف الناس في توفر دواعيهم على الاقتداء به ، إذ قد يكون خامل الذكر ، وقد يكون مشتهرا ولا يقتدى به ، لشهرة من هو أعظم عند الناس منزلة منه .

                        وأما إذا دعا إليها; فمظنة الاقتداء أقوى وأظهر ، ولا سيما المبتدع اللسن الفصيح الآخذ بمجامع القلوب ، إذا أخذ في الترغيب والترهيب ، وأدلى بشبهته التي تداخل القلب بزخرفها ، كما كان معبد الجهني يدعو الناس إلى ما هو عليه من القول بالقدر ، ويلوي بلسانه نسبته إلى الحسن البصري .

                        فروي عن سفيان بن عيينة : " أن عمرو بن عبيد سئل عن مسألة ، فأجاب فيها ، وقال : هو من رأي الحسن ، فقال له رجل : إنهم يروون عن الحسن خلاف هذا . فقال : إنما قلت لك هذا من رأيي الحسن ; يريد نفسه " .

                        وقال محمد بن عبد الله الأنصاري : " كان عمرو بن عبيد إذا سئل عن شيء; قال : هذا من قول الحسن ، فيوهم أنه الحسن بن أبي الحسن ، وإنما هو قوله " .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية