الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4590 باب في نساء قريش

                                                                                                                              ولفظ النووي: (باب من فضائل نساء قريش).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 80 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: "نساء قريش، خير نساء ركبن الإبل؛ أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده".

                                                                                                                              قال: يقول أبو هريرة -على إثر ذلك-: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، يقول: نساء قريش خير نساء ركبن الإبل) أي: [ ص: 650 ] نساء العرب. (أحناه) أي: أشفقه (على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده).

                                                                                                                              فيه: فضيلة نسائها، وفضل هذه الخصال؛ وهي الحنوة على الأولاد، والشفقة عليهم، وحسن تربيتهم، والقيام عليهم إذا كانوا يتامى.

                                                                                                                              "والحانية على ولدها": هي التي تقوم عليهم بعد يتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت فليست بحانية، ونحو ذلك من مراعاة حق الزوج: في ماله، وحفظه، والأمانة فيه، وحسن تدبيره -في النفقة وغيرها- وصيانته، ونحو ذلك.

                                                                                                                              ومعنى "ذات يده": أي: شأنه المضاف إليه.

                                                                                                                              (قال: يقول أبو هريرة -على إثر ذلك-: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط).

                                                                                                                              المقصود: أن نساء قريش خير نساء العرب، وقد علم أن العرب خير من غيرهم في الجملة.

                                                                                                                              وأما الأفراد فيدخل بها الخصوص.

                                                                                                                              والحديث له ألفاظ.

                                                                                                                              [ ص: 651 ]

                                                                                                                              منها: "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش؛ أحناه على ولد في صغره" وفي لفظ: "أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده".




                                                                                                                              الخدمات العلمية