الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4147 ) فصل : والشروط الفاسدة في المساقاة والمزارعة تنقسم قسمين أحدهما ما يعود بجهالة نصيب كل واحد منهما ، مثل ما ذكرنا ها هنا ، أو أن يشترط أحدهما نصيبا مجهولا ، أو دراهم معلومة ، أو أقفزة معينة ، أو أنه إن سقى سيحا فله كذا ، وإن سقى بكلفة فله كذا . فهذا يفسدها ; لأنه يعود إلى جهالة المعقود عليه ، فأشبه البيع بثمن مجهول ، والمضاربة مع جهالة نصيب أحدهما .

                                                                                                                                            وإن شرط البذر من العامل ، فالمنصوص عن أحمد فساد العقد ; لأن الشرط إذا فسد ، لزم كون الزرع لرب البذر ، لكونه نماء ماله ، فلا يحصل لرب الأرض [ ص: 247 ] شيء منه ، ويستحق الأجر ، وهذا معنى الفساد . فأما إن شرط ما لا يفضي إلى جهالة الربح ، كعمل رب المال معه ، أو عمل العامل في شيء آخر ، فهل تفسد المساقاة والمزارعة ؟ يخرج على روايتين ، بناء على الشرط الفاسد في البيع والمضاربة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية