الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب القاف والواو وما يثلثهما

                                                          ( قوي ) القاف والواو والياء أصلان متباينان ، يدل أحدهما على شدة وخلاف ضعف ، والآخر على خلاف هذا وعلى قلة خير .

                                                          فالأول القوة ، والقوي : خلاف الضعيف . وأصل ذلك من القوى ، [ ص: 37 ] وهي جمع قوة من قوى الحبل . والمقوي : الذي أصحابه وإبله أقوياء . والمقوي : الذي يقوي وتره ، إذا لم يجد إغارته فتراكبت قواه . ورجل شديد القوى ، أي شديد أسر الخلق .

                                                          فأما قولهم : أقوى الرجل في شعره ، فهو أن ينقص من عروضه قوة . كقوله :


                                                          أفبعد مقتل مالك بن زهير يرجو النساء عواقب الأطهار

                                                          والأصل الآخر : القواء : الأرض لا أهل بها . ويقال : أقوت الدار : خلت . وأقوى القوم : صاروا بالقواء والقي . ويقولون : بات فلان القواء وبات القفر ، إذا بات على غير طعم . والمقوي : الرجل الذي لا زاد معه . وهو من هذا ، كأنه قد نزل بأرض قي .

                                                          ومما شذ عن هذا الأصل كلمة يقولونها : يقولون : اشترى الشركاء الشيء ثم اقتووه ، إذا تزايدوه حتى بلغ غاية ثمنه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية