الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا )

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا )

                                                                                                                                                                                                                                            وفيه وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : أرادت إن كان يرجى منك أن تتقي الله ويحصل ذلك بالاستعاذة به فإني عائذة به منك وهذا في نهاية الحسن لأنها علمت أنه لا تؤثر [ ص: 169 ] الاستعاذة إلا في التقي وهو كقوله : ( وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) [البقرة : 278] أي : أن شرط الإيمان يوجب هذا لا أن الله تعالى يخشى في حال دون حال .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أن معناهما كنت تقيا حيث استحللت النظر إلي وخلوت بي .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أنه كان في ذلك الزمان إنسان فاجر اسمه تقي يتبع النساء فظنت مريم عليها السلام أن ذلك الشخص المشاهد هو ذلك التقي والأول هو الوجه .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية