nindex.php?page=treesubj&link=28977_31848_31873_32022_34189nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=74وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في [ ص: 134 ] ضلال مبين nindex.php?page=treesubj&link=28977_28659_32438nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين nindex.php?page=treesubj&link=28977_28659_31848_32435_32438nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين nindex.php?page=treesubj&link=28977_19881_28659_31848_32438_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين nindex.php?page=treesubj&link=28977_28659_31848_32438_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=78فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون nindex.php?page=treesubj&link=28977_28662_31756_31848_34189nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=74وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر فيه ثلاثة أقاويل: أحدهما: أن
آزر اسم أبيه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16903ومحمد بن إسحاق ، قال
محمد: كان رجلا من أهل
كوتى قرية من سواد
الكوفة. والثاني: أن
آزر اسم صنم ، وكان اسم أبيه
تارح ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والثالث: أنه ليس باسم ، وإنما هو صفة سب بعيب ، ومعناه معوج ، كأنه عابه باعوجاجه عن الحق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . فإن قيل: فكيف يصح من
إبراهيم - وهو نبي - سب أباه؟ قيل: لأنه سبه بتضييعه حق الله تعالى ، وحق الوالد يسقط في تضييع حق الله.
[ ص: 135 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض ذلك وذاك وذا: إشارات ، إلا أن ذا لما قرب ، وذلك لما بعد ، وذاك لتفخيم شأن ما بعد. وفي المراد بملكوت السماوات والأرض خمسة أوجه: أحدها: أنه خلق السماوات والأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: ملك السماوات والأرض. واختلف من قال بهذا فيه على وجهين: أحدهما: أن الملكوت هو الملك بالنبطية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والثاني: أنه الملك بالعربية ، يقال ملك وملكوت كما يقال رهبة ورهبوت ، ورحمة ورحموت ،
والعرب تقول: رهبوت خير من رحموت ، أي أن نرهب خير من أن نرحم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش. والثالث: معناه آيات السماوات والأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل . والرابع: هو الشمس والقمر والنجوم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . والخامس: أن ملكوت السماوات: القمر ، والنجوم ، والشمس ، وملكوت الأرض: الجبال ، والشجر ، والبحار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وليكون من الموقنين يحتمل وجهين: أحدهما: من الموقنين لوحدانية الله تعالى وقدرته.
[ ص: 136 ] والثاني: من الموقنين نبوته وصحة رسالته. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : ذكر لنا أنه رأى الزهرة طلعت عشاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76قال هذا ربي ومعنى جن عليه الليل ، أي ستره ، ولذلك سمي البستان جنة لأن الشجر يسترها ، والجن لاستتارهم عن العيون ، والجنون لأنه يستر العقل ، والجنين لأنه مستور في البطن ، والمجن لأنه يستر المتترس ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12162الهذلي وماء وردت قبيل الكرى وقد جنه السدف الأدهم
وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76هذا ربي خمسة أقاويل: أحدها: أنه قال: هذا ربي في ظني ، لأنه في حال تقليب واستدلال. والثاني: أنه قال ذلك اعتقادا أنه ربه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثالث: أنه قال ذلك في حال الطفولية والصغر ، لأن أمه ولدته في مغارة حذرا عليه من
نمرود ، فلما خرج عنه قال هذا القول قبل قيام الحجة عليه ، لأنها حال لا يصح فيها كفر ولا إيمان ، ولا يجوز أن يكون قال ذلك بعد البلوغ. والرابع: أنه لم يقل ذلك قول معتقد ، وإنما قاله على وجه الإنكار لعبادة
[ ص: 137 ] الأصنام ، فإذا كان الكوكب والشمس والقمر وما لم تصنعه يد ولا عمله بشر لم تكن معبودة لزوالها ، فالأصنام التي هي دونها أولى ألا تكون معبودة. والخامس: أنه قال ذلك توبيخا على وجه الإنكار الذي يكون معه ألف الاستفهام وتقديره: أهذا ربي ، كما قال الشاعر:
رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع فقلت وأنكرت الوجه هم هم
بمعنى أهم هم؟
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فلما أفل أي غاب ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة مصابيح ليست باللواتي يقودها نجوم ولا بالآفلات الدوالك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76قال لا أحب الآفلين يعني حب رب معبود ، وإلا فلا حرج في محبتهم غير حب الرب.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77فلما رأى القمر بازغا أي طالعا ، وكذلك بزغت الشمس أي طلعت. فإن قيل: فلم كان أفولها دليلا على أنه لا يجوز عبادتها وقد عبدها مع العلم بأفولها خلق من العقلاء؟ قيل لأن تغيرها بالأفول دليل على أنها مدبرة محدثة ، وما كان بهذه الصفة استحال أن يكون إلها معبودا.
nindex.php?page=treesubj&link=28977_31848_31873_32022_34189nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=74وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ آزَرَ أَتُتَّخَذُ أَصْنَامًا آلِهَة إِنِّي أَرَاك وَقَوْمك فِي [ ص: 134 ] ضَلَال مُبِين nindex.php?page=treesubj&link=28977_28659_32438nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_28659_31848_32435_32438nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_19881_28659_31848_32438_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_28659_31848_32438_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=78فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_28662_31756_31848_34189nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=74وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ
آزَرَ اسْمُ أَبِيهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16903وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ
مُحَمَّدٌ: كَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ
كُوتَى قَرْيَةٌ مِنْ سَوَادِ
الْكُوفَةِ. وَالثَّانِي: أَنَّ
آزَرَ اسْمُ صَنَمٍ ، وَكَانَ اسْمُ أَبِيهِ
تَارِحَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ . وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ لَيْسَ بِاسْمٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ صِفَةُ سَبٍّ بِعَيْبٍ ، وَمَعْنَاهُ مِعْوَجٌّ ، كَأَنَّهُ عَابَهُ بِاعْوِجَاجِهِ عَنِ الْحَقِّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ . فَإِنْ قِيلَ: فَكَيْفَ يَصِحُّ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ - وَهُوَ نَبِيٌّ - سَبَّ أَبَاهُ؟ قِيلَ: لِأَنَّهُ سَبَّهُ بِتَضْيِيعِهِ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى ، وَحَقُّ الْوَالِدِ يَسْقُطُ فِي تَضْيِيعِ حَقِّ اللَّهِ.
[ ص: 135 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ذَلِكَ وَذَاكَ وَذَا: إِشَارَاتٌ ، إِلَّا أَنَّ ذَا لِمَا قَرُبَ ، وَذَلِكَ لِمَا بَعُدَ ، وَذَاكَ لِتَفْخِيمِ شَأْنِ مَا بَعُدَ. وَفِي الْمُرَادِ بِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. وَاخْتَلَفَ مَنْ قَالَ بِهَذَا فِيهِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْمَلَكُوتَ هُوَ الْمُلْكُ بِالنَّبَطِيَّةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ الْمُلْكُ بِالْعَرَبِيَّةِ ، يُقَالُ مُلْكٌ وَمَلَكُوتٌ كَمَا يُقَالُ رَهْبَةٌ وَرَهَبُوتٌ ، وَرَحْمَةٌ وَرَحَمُوتٌ ،
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَهَبُوتُ خَيْرٍ مِنْ رَحَمُوتٍ ، أَيْ أَنْ نُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ نُرْحَمَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ. وَالثَّالِثُ: مَعْنَاهُ آيَاتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ . وَالرَّابِعُ: هُوَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ . وَالْخَامِسُ: أَنَّ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ: الْقَمَرُ ، وَالنُّجُومُ ، وَالشَّمْسُ ، وَمَلَكُوتُ الْأَرْضِ: الْجِبَالُ ، وَالشَّجَرُ ، وَالْبِحَارُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: مِنَ الْمُوقِنِينَ لِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُدْرَتِهِ.
[ ص: 136 ] وَالثَّانِي: مِنَ الْمُوقِنِينَ نُبُوَّتُهُ وَصِحَّةُ رِسَالَتِهِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : ذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ رَأَى الزُّهْرَةَ طَلُعَتْ عِشَاءً.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76قَالَ هَذَا رَبِّي وَمَعْنَى جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ، أَيْ سَتْرِهِ ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْبُسْتَانُ جَنَّةً لِأَنَّ الشَّجَرَ يَسْتُرُهَا ، وَالْجِنُّ لِاسْتِتَارِهِمْ عَنِ الْعُيُونِ ، وَالْجُنُونِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْعَقْلَ ، وَالْجَنِينَ لِأَنَّهُ مَسْتُورٌ فِي الْبَطْنِ ، وَالْمِجَنِّ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْمُتَتَرِّسَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12162الْهُذَلِيُّ وَمَاءٌ وَرَدَتْ قُبَيْلَ الْكَرَى وَقَدْ جَنَّهُ السُّدْفُ الْأَدْهَمُ
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76هَذَا رَبِّي خَمْسَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ قَالَ: هَذَا رَبِّي فِي ظَنِّي ، لِأَنَّهُ فِي حَالِ تَقْلِيبٍ وَاسْتِدْلَالٍ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ اعْتِقَادًا أَنَّهُ رَبُّهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي حَالِ الطُّفُولِيَّةِ وَالصِّغَرِ ، لِأَنَّ أُمَّهُ وَلَدَتْهُ فِي مَغَارَةٍ حَذَرًا عَلَيْهِ مِنْ
نَمْرُودَ ، فَلَمَّا خَرَجَ عَنْهُ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ ، لِأَنَّهَا حَالٌ لَا يَصِحُّ فِيهَا كُفْرٌ وَلَا إِيمَانٌ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ الْبُلُوغِ. وَالرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ قَوْلَ مُعْتَقَدٍ ، وَإِنَّمَا قَالَهُ عَلَى وَجْهِ الْإِنْكَارِ لِعِبَادَةِ
[ ص: 137 ] الْأَصْنَامِ ، فَإِذَا كَانَ الْكَوْكَبُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَمَا لَمْ تَصْنَعْهُ يَدٌ وَلَا عَمِلَهُ بَشَرٌ لَمْ تَكُنْ مَعْبُودَةً لِزَوَالِهَا ، فَالْأَصْنَامُ الَّتِي هِيَ دُونَهَا أَوْلَى أَلَّا تَكُونَ مَعْبُودَةً. وَالْخَامِسُ: أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ تَوْبِيخًا عَلَى وَجْهِ الْإِنْكَارِ الَّذِي يَكُونُ مَعَهُ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ وَتَقْدِيرُهُ: أَهَذَا رَبِّي ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
رَفَوْنِي وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لَا تَرْعَ فَقُلْتُ وَأَنْكَرْتُ الْوَجْهَ هُمْ هُمْ
بِمَعْنَى أَهُمْ هُمْ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فَلَمَّا أَفَلَ أَيْ غَابَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ مَصَابِيحُ لَيْسَتْ بِاللَّوَاتِي يَقُودُهَا نُجُومٌ وَلَا بِالْآفَلَاتِ الدَّوَالِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ يَعْنِي حُبَّ رَبٍّ مَعْبُودٍ ، وَإِلَّا فَلَا حَرَجَ فِي مَحَبَّتِهِمْ غَيْرَ حُبِّ الرَّبِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا أَيْ طَالِعًا ، وَكَذَلِكَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ أَيْ طَلَعَتْ. فَإِنْ قِيلَ: فَلِمَ كَانَ أُفُولُهَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ عِبَادَتُهَا وَقَدْ عَبَدَهَا مَعَ الْعِلْمِ بِأُفُولِهَا خَلْقٌ مِنَ الْعُقَلَاءِ؟ قِيلَ لِأَنَّ تَغَيُّرَهَا بِالْأُفُولِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا مُدَبَّرَةٌ مُحْدَثَةٌ ، وَمَا كَانَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ إِلَهًا مَعْبُودًا.