الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 619 ] وأما النزول فضد العلو ؛ فهو خمسة أقسام تعرف من ضدها ، وهو مفضول مرغوب عنه على الصواب ، وهو قول الجمهور ، وفضله بعضهم على العلو ؛ فإن تميز بفائدة فهو مختار .

        التالي السابق


        ( وأما النزول فضد العلو فهو خمسة أقسام ) أيضا ( تعرف من ضدها ) ، فكل قسم من أقسام العلو ضده قسم من أقسام النزول ، ( وهو مفضول مرغوب عنه على الصواب ، وهو قول الجمهور ) .

        قال ابن المديني : النزول شؤم .

        وقال ابن معين : الإسناد النازل قرحة في الوجه .

        ( وفضله بعضهم على العلو ) حكاه ابن خلاد عن بعض أهل النظر ، لأن الإسناد كلما زاد عدده زاد الاجتهاد فيه ، فيزداد الثواب فيه .

        قال ابن الصلاح : وهذا مذهب ضعيف ، ضعيف الحجة .

        [ ص: 620 ] قال ابن دقيق العيد : لأن كثرة المشقة ليست مطلوبة لنفسها ، ومراعاة المعنى المقصود من الرواية وهو الصحة أولى .

        ( فإن تميز ) الإسناد النازل ( بفائدة ) كزيادة الثقة في رجاله على العالي ، أو كونهم أحفظ أو أفقه ، أو كونه متصلا بالسماع ، وفي العالي حضور أو إجازة أو مناولة ، أو تساهل بعض رواته في الحمل ونحو ذلك ( فهو مختار ) .

        قال وكيع لأصحابه : الأعمش أحب إليكم عن أبي وائل ، عن عبد الله ، أم سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ؟ فقالوا : الأعمش عن أبي وائل أقرب ؛ فقال : الأعمش شيخ ، وأبو وائل شيخ ، وسفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فقيه ، عن فقيه ، عن فقيه ، عن فقيه .

        قال ابن المبارك : ليس جودة الحديث قرب الإسناد ، بل جودة الحديث صحة الرجال .

        وقال السلفي : الأصل الأخذ عن العلماء ، فنزولهم أولى من العلو عن الجهلة على مذهب المحققين من النقلة ، والنازل حينئذ هو العالي في المعنى عند النظر والتحقيق .

        قال ابن الصلاح : ليس هذا من قبيل العلو المتعارف إطلاقه بين أهل الحديث ، [ ص: 621 ] وإنما هو علو من حيث المعنى .

        قال شيخ الإسلام : ولابن حبان تفصيل حسن ، وهو أن النظر إن كان للسند فالشيوخ أولى ، وإن كان للمتن فالفقهاء .




        الخدمات العلمية