الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [36] وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص

                                                                                                                                                                                                                                      وكم أهلكنا قبلهم أي: قبل هؤلاء المشركين من قريش من قرن هم أشد منهم بطشا أي: قوة، كعاد وفرعون وثمود، فنقبوا في البلاد أي: فضربوا فيها وساروا وطافوا أقاصيها. قال امرؤ القيس:


                                                                                                                                                                                                                                      لقد نقبت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب



                                                                                                                                                                                                                                      هل من محيص أي: هل كان لهم -بتنقيبهم في البلاد- بطشا عن الهلاك الذي وعدوا به لتكذيبهم الحق. والضمير على هذا في " نقبوا " للقرن الذين هم أشد بطشا، وجوز عوده لهؤلاء المشركين، أي: ساروا في أسفارهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصا حتى يتوقعوا مثله لأنفسهم؟.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن جرير : وقرأت القراء قوله فنقبوا بالتشديد وفتح القاف، على وجه [ ص: 5515 ] الخبر عنهم. وذكر عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأ: فنقبوا بكسر القاف، على وجه التهديد والوعيد، أي: طوفوا في البلاد وترددوا فيها، فإنكم لن تفوتونا بأنفسكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية