الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

( ( وبعد فالأفضل باقي العشره فأهل بدر ثم أهل الشجره ) )



( ( وبعد ) ) أي بعد الخلفاء الراشدين ، ( ( فالأفضل ) ) من سائر الصحابة المكرمين ، ( ( باقي العشرة ) ) المشهود لهم بالجنة على لسان سيد العالمين وخاتم المرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وهم الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .

( أحدهم ) أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي ، وأمه الصعبة بنت عبد الله بن عماد الحضرمي ، أخت العلاء بن الحضرمي ، أسلمت وأسلم طلحة قديما على يد أبي بكر الصديق ، وشهد المشاهد كلها غير بدر ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أنفذه مع سعيد بن زيد يتعرفان خبر العير التي كانت لقريش مع أبي سفيان بن حرب ، فعادا يوم اللقاء ببدر ، وثبت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ووقاه بيده فشلت إصبعه ، وجرح يومئذ أربعة وعشرين جراحة ، وقيل : كانت فيه خمس وسبعون بين طعنة وضربة ورمية كما في جامع الأصول ، وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد طلحة الخير ، وسماه يوم غزوة ذات العشيرة طلحة الفياض ، ويوم حنين طلحة الجود .

وكان آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط ، حسن الوجه دقيق العرنين ، لا يغير شعره . قتل - رضي الله عنه - يوم وقعة الجمل يوم الخميس لعشرين بقين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، ويقال إن مروان بن الحكم قتله وقيل : أصابه سهم في حلقه ، ودفن بالبصرة وله أربع وستون سنة ، وقيل : اثنتان وستون ، يلتقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرة بن كعب ، وروي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية وثلاثون حديثا ، منها في الصحيحين سبعة ، المتفق عليه منها حديثان ، وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة ، وروى عنه السائب بن يزيد ، [ ص: 358 ] وعبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي ، وأبو عثمان النهدي ، وقيس بن أبي حازم ، وموسى بن طلحة ، وغيرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية