الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة

في أقوام لم يصلوا ولم يصوموا، والذي يصوم منهم لم يصل، ومالهم حرام، ويأخذون أموال الناس، ويكرمون الجار والضيف، ولم يعرفوا لهم مذهب وهم مسلمون.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، هؤلاء إن كانوا تحت حكم ولاة الأمور فإنهم يجب أن يأمروهم بإقامة الصلاة ويعاقبوا على تركها باتفاق المسلمين، وكذلك الصيام. فإن أقروا بوجوب الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان والزكاة المفروضة، وإلا فمن لم يقر بذلك فهو كافر، وإن أقروا بوجوب الصلاة وامتنعوا من إقامتها عوقبوا حتى يقيموها.

ويجب قتل كل من لم يصل إذا كان عاقلا بالغا عند جماهير العلماء كمالك والشافعي وأحمد، وكذلك يقام عليهم الحدود، وإن كانوا طائفة ممتنعة ذات شوكة فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا أداء الواجبات الظاهرة والمتواترة: كالصلوات والصيام والزكاة، وترك [ ص: 126 ] المحرمات: كالزنا والربا وقطع الطريق ونحو ذلك. ومن لم يقر بوجوب الصلاة والزكاة فإنه كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل. ومن لم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر والجنة والنار فهو كافر أكفر من اليهود والنصارى. وعقوق الوالدين من الكبائر الموجبة للنار. [ ص: 127 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية