الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [38 - 40] وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم

                                                                                                                                                                                                                                      وفي موسى عطف على " فيها " بإعادة الجار؛ لأن المعطوف عليه ضمير مجرور، أي: وتركنا في قصة موسى بإهلاك أعدائه آية وحجة تبين لمن رآها حقيقة دعواه.

                                                                                                                                                                                                                                      إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين أي: ببرهان ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      فتولى بركنه أي: فأعرض عن الإيمان. والركن: جانب الشيء. فـ(ركنه) جانب بدنه، فالتولي به كناية عن الإعراض. والباء للتعدية، لأن معناه ثنى عطفه، أو للملابسة، أو الركن فيه بمعنى الجيش؛ لأنه يركن إليه ويتقوى به، والباء للمصاحبة أو للملابسة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ساحر أي: هو ساحر.

                                                                                                                                                                                                                                      أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم أي: فأغرقناهم في البحر وهو مليم أي: آت بما يلام عليه من الكفر والعناد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية