الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما

                                                                                                                                                                                                                                      73 - واللام في ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ؛ [ ص: 50 ] للتعليل؛ لأن التعذيب هنا نظير التأديب في قولك: "ضربته للتأديب"؛ فلا تقف على "جهولا"؛ ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ؛ وقرأ الأعمش: "ويتوب الله"؛ بالرفع؛ ليجعل العلة قاصرة على فعل الحامل؛ ويبتدئ "ويتوب الله"؛ ومعنى المشهورة: "ليعذب الله حامل الأمانة؛ ويتوب على غيره ممن لم يحملها"؛ لأنه إذا تيب على الوافي كان نوعا من عذاب الغادر؛ أو للعاقبة؛ أي: "حملها الإنسان فآل الأمر إلى تعذيب الأشقياء؛ وقبول توبة السعداء"؛ وكان الله غفورا ؛ للتائبين؛ رحيما ؛ بعباده المؤمنين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية