الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        والذين إذا فعلوا فاحشة فعلة بالغة في القبح كالزنى. أو ظلموا أنفسهم بأن أذنبوا أي ذنب كان وقيل الفاحشة الكبيرة وظلم النفس الصغيرة، ولعل الفاحشة ما يتعدى وظلم النفس ما ليس كذلك. ذكروا [ ص: 39 ]

                                                                                                                                                                                                                                        الله تذكروا وعيده أو حكمه أو حقه العظيم. فاستغفروا لذنوبهم بالندم والتوبة. ومن يغفر الذنوب إلا الله استفهام بمعنى النفي معترض بين المعطوفين، والمراد به وصفه تعالى بسعة الرحمة وعموم المغفرة والحث على الاستغفار والوعد بقبول التوبة، ولم يصروا على ما فعلوا ولم يقيموا على ذنوبهم غير مستغفرين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة».

                                                                                                                                                                                                                                        وهم يعلمون، حال من يصروا أي ولم يصروا على قبيح فعلهم عالمين به.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية