الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ( 50 ) )

يقول تعالى ذكره : ولقد قسمنا هذا الماء الذي أنزلناه من السماء طهورا لنحيي به الميت من الأرض بين عبادي ، ليتذكروا نعمي عليهم ، ويشكروا أيادي عندهم وإحساني إليهم ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) يقول : إلا جحودا لنعمي عليهم ، وأيادي عليهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

[ ص: 280 ] ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : سمعت الحسن بن مسلم يحدث طاوسا ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ما عام بأكثر مطرا من عام ، ولكن الله يصرفه بين خلقه ; قال : ثم قرأ : ( ولقد صرفناه بينهم ) .

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن سليمان التيمي ، قال : ثنا الحسن بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس : ما عام بأكثر مطرا من عام ، ولكنه يصرفه في الأرضين ، ثم تلا ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ) .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : ( ولقد صرفناه بينهم ) قال : المطر ينزله في الأرض ، ولا ينزله في الأرض الأخرى ، قال : فقال عكرمة : صرفناه بينهم ليذكروا .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ) قال : المطر مرة هاهنا ، ومرة هاهنا .

حدثنا سعيد بن الربيع الرازي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن يزيد بن أبي زياد ، أنه سمع أبا جحيفة يقول : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : ليس عام بأمطر من عام ، ولكنه يصرفه ، ثم قال عبد الله : ( ولقد صرفناه بينهم ) .

وأما قوله : ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) فإن القاسم حدثنا قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج عن ابن جريج ، عن عكرمة : ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) قال : قولهم في الأنواء .

التالي السابق


الخدمات العلمية