الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [32 - 34] أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين

                                                                                                                                                                                                                                      أم تأمرهم أحلامهم بهذا أي: عقولهم بهذا التناقض في القول، أم أي: بل [ ص: 5547 ] هم قوم طاغون أي: مجاوزون الحد في العناد، مع ظهور الحق.

                                                                                                                                                                                                                                      أم يقولون تقوله أي: اختلق هذا القرآن من عند نفسه، بل لا يؤمنون أي: لا يريدون أن يؤمنوا حسدا وتقليدا، فلذلك يرمونه بتلك الفرى.

                                                                                                                                                                                                                                      فليأتوا بحديث مثله أي: في الهداية بذاك الأسلوب الذي ملك ناصية الفصاحة والبلاغة، كقوله: قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كانوا صادقين أي: في زعمهم، فإنهم من أهل لسان الرسول صلوات الله عليه، ولا يتعذر عليهم مضاهاة بعضهم لبعض في ميدان التساجل والتراسل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية