nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28979_30532ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=54كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50ولو ترى الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو لكل من يصلح له كما تقدم تحقيقه في غير موضع ، والمعنى : ولو رأيت ؛ لأن لو تقلب المضارع ماضيا ، و إذ ظرف لترى ، والمفعول محذوف : أي ولو ترى الكافرين وقت توفي الملائكة لهم ، قيل : أراد بالذين كفروا من لم يقتل يوم
بدر ، وقيل : هي فيمن قتل
ببدر وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50يضربون وجوههم في محل نصب على الحال ، والمراد بأدبارهم أستاههم ، كنى عنها بالأدبار ، وقيل : ظهورهم ، قيل : هذا الضرب يكون عند الموت كما يفيده ذكر التوفي ، وقيل : هو يوم القيامة حين يسيرون بهم إلى النار .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50وذوقوا عذاب الحريق قاله
الفراء ، المعنى : ويقولون ذوقوا عذاب الحريق ، والجملة معطوفة على يضربون ، وقيل : إنه يقول لهم هذه المقالة خزنة جهنم ، والذوق قد يكون محسوسا ، وقد يوضع موضع الابتلاء والاختبار ، وأصله من الذوق بالفم .
والإشارة بقوله : ذلك إلى ما تقدم من الضرب والعذاب ، والباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51بما قدمت أيديكم سببية : أي ذلك واقع بسبب ما كسبتم من المعاصي واقترفتم من الذنوب ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51وأن الله ليس بظلام للعبيد في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي والأمر أنه لا يظلمهم ، ويجوز أن تكون معطوفة على الجملة الواقعة خبرا لقوله : ذلك وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51بما قدمت أيديكم أي ذلك العذاب بسبب المعاصي ، وبسبب
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51وأن الله ليس بظلام للعبيد لأنه - سبحانه - قد أرسل إليهم رسله ، وأنزل عليهم كتبه ، وأوضح لهم السبيل ، وهداهم النجدين كما قال - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=118وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( النحل : 118 ) .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كدأب آل فرعون لما ذكر الله - سبحانه - ما أنزله بأهل
بدر أتبعه بما يدل على أن هذه سنته في فرق الكافرين ، والدأب : العادة ، والكاف في محل الرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف : أي دأب هؤلاء مثل دأب آل فرعون
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52والذين من قبلهم .
والمعنى : أنه جوزي هؤلاء كما جوزي أولئك ، فكانت العادة في عذاب هؤلاء كالعادة الماضية لله في تعذيب طوائف الكفر ، وجملة قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كفروا بآيات الله مفسرة لدأب
آل فرعون : أي دأبهم هذا هو أنهم كفروا بآيات الله ، فتسبب عن كفرهم أخذ الله - سبحانه - لهم ، والمراد بذنوبهم : معاصيهم المترتبة على كفرهم ، فيكون الباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52بذنوبهم للملابسة ، أي فأخذهم متلبسين بذنوبهم غير تائبين عنها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52إن الله قوي شديد العقاب معترضة مقررة لمضمون ما قبلها .
والإشارة بقوله : ذلك إلى العقاب الذي أنزله الله بهم ، وهو مبتدأ وخبره ما بعده ، والجملة جارية مجرى التعليل لما حل بهم من عذاب الله .
والمعنى : أن ذلك العقاب بسبب أن عادة الله في عباده عدم تغيير نعمه التي ينعم بها عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53حتى يغيروا ما بأنفسهم من الأحوال والأخلاق بكفران نعم الله وغمط إحسانه وإهمال أوامره ونواهيه ، وذلك كما كان من
آل فرعون ومن قبلهم ، ومن
قريش ومن يماثلهم من المشركين ، فإن الله فتح لهم أبواب الخيرات في الدنيا ، ومن عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، فقابلوا هذه النعم بالكفر فاستحقوا تغيير النعم كما غيروا ما كان يجب عليهم سلوكه والعمل به من شكرها وقبولها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53وأن الله سميع عليم معطوفة على
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53بأن الله لم يك مغيرا نعمة داخلة معها في التعليل : أي ذلك بسبب أن الله لم يك مغيرا إلخ ، وبسبب أن الله سميع عليم يسمع ما يقولونه ويعلم ما يفعلونه .
وقرئ بكسر الهمزة على الاستئناف .
ثم كرر ما تقدم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=54كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم لقصد التأكيد مع زيادة أنه كالبيان للأخذ بالذنوب بأنه كان بالإغراق ، وقيل : إن الأول باعتبار ما فعله
آل فرعون ومن شبه بهم ، والثاني باعتبار ما فعل بهم ، وقيل : المراد بالأول كفرهم بالله ، وبالثاني تكذيبهم الأنبياء ، وقيل : غير ذلك مما لا يخلو عن تعسف ، والكلام في أهلكناهم بذنوبهم كالكلام المتقدم في
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52فأخذهم الله بذنوبهم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=54وأغرقنا آل فرعون معطوف على " أهلكناهم " عطف الخاص على العام لفظاعته وكونه من أشد أنواع الإهلاك ، ثم حكم على الطائفتين من آل فرعون والذين من قبلهم ، ومن كفار
قريش بالظلم لأنفسهم ، بما تسببوا به لعذاب الله من الكفر بالله وآياته ورسله وبالظلم لغيرهم ، كما كان يجري منهم في معاملاتهم للناس بأنواع الظلم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
الضحاك ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة قال : الذين قتلهم الله
ببدر من المشركين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
الحسن قال : قال
[ ص: 546 ] رجل :
يا رسول الله إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشوك قال : ذلك ضرب الملائكة وهذا مرسل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50وأدبارهم قال : وأستاههم ، ولكن الله كريم يكني .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم قال : نعمة الله :
محمد - صلى الله عليه وسلم - أنعم الله به على
قريش فكفروا فنقله الله إلى
الأنصار .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28979_30532وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=54كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50وَلَوْ تَرَى الْخِطَابُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَوْ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ كَمَا تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، وَالْمَعْنَى : وَلَوْ رَأَيْتَ ؛ لِأَنَّ لَوْ تَقْلِبُ الْمُضَارِعَ مَاضِيًا ، وَ إِذْ ظَرْفٌ لِتَرَى ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ : أَيْ وَلَوْ تَرَى الْكَافِرِينَ وَقْتَ تَوَفِّي الْمَلَائِكَةِ لَهُمْ ، قِيلَ : أَرَادَ بِالَّذِينِ كَفَرُوا مَنْ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَقِيلَ : هِيَ فِيمَنْ قُتِلَ
بِبَدْرٍ وَجَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ لَرَأَيْتَ أَمْرًا عَظِيمًا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَالْمُرَادُ بِأَدْبَارِهِمْ أَسْتَاهُهُمْ ، كَنَّى عَنْهَا بِالْأَدْبَارِ ، وَقِيلَ : ظُهُورُهُمْ ، قِيلَ : هَذَا الضَّرْبُ يَكُونُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَمَا يُفِيدُهُ ذِكْرُ التَّوَفِّي ، وَقِيلَ : هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَسِيرُونَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ قَالَهُ
الْفَرَّاءُ ، الْمَعْنَى : وَيَقُولُونَ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ، وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى يَضْرِبُونَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ خَزَنَةُ جَهَنَّمَ ، وَالذَّوْقِ قَدْ يَكُونُ مَحْسُوسًا ، وَقَدْ يُوضَعُ مَوْضِعَ الِابْتِلَاءِ وَالِاخْتِبَارِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الذَّوْقِ بِالْفَمِ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ الضَّرْبِ وَالْعَذَابِ ، وَالْبَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ سَبَبِيَّةٌ : أَيْ ذَلِكَ وَاقِعٌ بِسَبَبِ مَا كَسَبْتُمْ مِنَ الْمَعَاصِي وَاقْتَرَفْتُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ وَالْأَمْرُ أَنَّهُ لَا يَظْلِمُهُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَعْطُوفَةً عَلَى الْجُمْلَةِ الْوَاقِعَةِ خَبَرًا لِقَوْلِهِ : ذَلِكَ وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ أَيْ ذَلِكَ الْعَذَابُ بِسَبَبِ الْمَعَاصِي ، وَبِسَبَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=51وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ لِأَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - قَدْ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُسُلَهُ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ كُتَبَهُ ، وَأَوْضَحَ لَهُمُ السَّبِيلَ ، وَهَدَاهُمُ النَّجْدَيْنِ كَمَا قَالَ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=118وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( النَّحْلُ : 118 ) .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - مَا أَنْزَلَهُ بِأَهْلِ
بَدْرٍ أَتْبَعَهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ سُنَّتُهُ فِي فِرَقِ الْكَافِرِينَ ، وَالدَّأْبُ : الْعَادَةُ ، وَالْكَافُ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى الْخَبَرِيَّةِ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ دَأْبِ هَؤُلَاءِ مِثْلُ دَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ جُوزِيَ هَؤُلَاءِ كَمَا جُوزِيَ أُولَئِكَ ، فَكَانَتِ الْعَادَةُ فِي عَذَابِ هَؤُلَاءِ كَالْعَادَةِ الْمَاضِيَةِ لِلَّهِ فِي تَعْذِيبِ طَوَائِفِ الْكُفْرِ ، وَجُمْلَةُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ مُفَسِّرَةٌ لِدَأْبِ
آلِ فِرْعَوْنَ : أَي دَأْبُهُمْ هَذَا هُوَ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ، فَتَسَبَّبَ عَنْ كُفْرِهِمْ أَخْذُ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - لَهُمْ ، وَالْمُرَادُ بِذُنُوبِهِمْ : مَعَاصِيهِمُ الْمُتَرَتِّبَةُ عَلَى كُفْرِهِمْ ، فَيَكُونُ الْبَاءَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52بِذُنُوبِهِمْ لِلْمُلَابَسَةِ ، أَيْ فَأَخَذَهُمْ مُتَلَبِّسِينَ بِذُنُوبِهِمْ غَيْرَ تَائِبِينَ عَنْهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ مُعْتَرِضَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى الْعِقَابِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ بِهِمْ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ مَا بَعْدَهُ ، وَالْجُمْلَةُ جَارِيَةٌ مَجْرَى التَّعْلِيلِ لِمَا حَلَّ بِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ ذَلِكَ الْعِقَابَ بِسَبَبِ أَنَّ عَادَةَ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ عَدَمُ تَغْيِيرِ نِعَمِهِ الَّتِي يُنْعِمُ بِهَا عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الْأَحْوَالِ وَالْأَخْلَاقِ بِكُفْرَانِ نِعَمِ اللَّهِ وَغَمْطِ إِحْسَانِهِ وَإِهْمَالِ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ ، وَذَلِكَ كَمَا كَانَ مِنْ
آلِ فِرْعَوْنَ وَمَنْ قَبْلَهُمْ ، وَمِنْ
قُرَيْشٍ وَمَنْ يُمَاثِلُهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ فَتَحَ لَهُمْ أَبْوَابَ الْخَيْرَاتِ فِي الدُّنْيَا ، وَمَنَّ عَلَيْهِمْ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ ، فَقَابَلُوا هَذِهِ النِّعَمَ بِالْكُفْرِ فَاسْتَحَقُّوا تَغْيِيرَ النِّعَمِ كَمَا غَيَّرُوا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْهِمْ سُلُوكُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ مِنْ شُكْرِهَا وَقَبُولِهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ مَعْطُوفَةٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً دَاخِلَةٌ مَعَهَا فِي التَّعْلِيلِ : أَيْ ذَلِكَ بِسَبَبِ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا إِلَخْ ، وَبِسَبَبِ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَسْمَعُ مَا يَقُولُونَهُ وَيَعْلَمُ مَا يَفْعَلُونَهُ .
وَقُرِئَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ .
ثُمَّ كَرَّرَ مَا تَقَدَّمَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=54كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لِقَصْدِ التَّأْكِيدِ مَعَ زِيَادَةِ أَنَّهُ كَالْبَيَانِ لِلْأَخْذِ بِالذُّنُوبِ بِأَنَّهُ كَانَ بِالْإِغْرَاقِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْأَوَّلَ بِاعْتِبَارِ مَا فَعَلَهُ
آلُ فِرْعَوْنَ وَمَنْ شُبِّهَ بِهِمْ ، وَالثَّانِي بِاعْتِبَارٍ مَا فُعِلَ بِهِمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْأَوَّلِ كُفْرُهُمْ بِاللَّهِ ، وَبِالثَّانِي تَكْذِيبُهُمُ الْأَنْبِيَاءَ ، وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَخْلُو عَنْ تَعَسُّفٍ ، وَالْكَلَامُ فِي أَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ كَالْكَلَامِ الْمُتَقَدِّمِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=52فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=54وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ مَعْطُوفٌ عَلَى " أَهْلَكْنَاهُمْ " عَطْفَ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ لِفَظَاعَتِهِ وَكَوْنِهِ مِنْ أَشَدِّ أَنْوَاعِ الْإِهْلَاكِ ، ثُمَّ حَكَمَ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَمِنْ كَفَّارِ
قُرَيْشٍ بِالظُّلْمِ لِأَنْفُسِهِمْ ، بِمَا تَسَبَّبُوا بِهِ لِعَذَابِ اللَّهِ مِنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرُسُلِهِ وَبِالظُّلْمِ لِغَيْرِهِمْ ، كَمَا كَانَ يَجْرِي مِنْهُمْ فِي مُعَامَلَاتِهِمْ لِلنَّاسِ بِأَنْوَاعِ الظُّلْمِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ قَالَ : الَّذِينَ قَتَلَهُمُ اللَّهُ
بِبَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ
[ ص: 546 ] رَجُلٌ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ بِظَهْرِ أَبِي جَهْلٍ مِثْلَ الشَّوْكِ قَالَ : ذَلِكَ ضَرْبُ الْمَلَائِكَةِ وَهَذَا مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50وَأَدْبَارَهُمْ قَالَ : وَأَسْتَاهَهُمْ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُكَنِّي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=53ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ قَالَ : نِعْمَةُ اللَّهِ :
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى
قُرَيْشٍ فَكَفَرُوا فَنَقَلَهُ اللَّهُ إِلَى
الْأَنْصَارِ .