(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=87قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=88فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال ياقوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=87قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=88فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ) .
[ ص: 87 ]
اعلم أنه تعالى لما قال
لموسى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=83وما أعجلك عن قومك ) [ طه : 83 ] وقال
موسى في جوابه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=84وعجلت إليك رب لترضى ) [ طه : 84 ] عرفه الله تعالى ما حدث من القوم بعد أن فارقهم مما كان يبعد أن يحدث لو كان معهم فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ) وههنا مسائل :
المسألة الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28785_28834قالت المعتزلة : لا يجوز أن يكون المراد أن الله تعالى خلق فيهم الكفر لوجهين :
الوجه الأول : الدلائل العقلية الدالة على أنه لا يجوز من الله أن يفعل ذلك .
الثاني : أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85وأضلهم السامري ) ولو كان الله خلق الضلال فيهم لم يكن لفعل السامري فيه أثر وكان يبطل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85وأضلهم السامري ) وأيضا فلأن
موسى عليه السلام لما طالبهم بذكر سبب تلك الفتنة قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم ) فلو حصل ذلك بخلق الله تعالى لكان لهم أن يقولوا : السبب فيه أن الله خلقه فينا لا ما ذكرت ، فكان يبطل تقسيم
موسى عليه السلام ، وأيضا فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم ) ولو كان ذلك بخلقه لاستحال أن يغضب عليهم فيما هو الخالق له ولما بطل ذلك وجب أن يكون لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85فتنا ) معنى آخر ; وذلك لأن الفتنة قد تكون بمعنى الامتحان . يقال : فتنت الذهب بالنار إذا امتحنته بالنار لكي يتميز الجيد من الرديء فههنا شدد الله التكليف عليهم وذلك لأن السامري لما أخرج لهم ذلك العجل صاروا مكلفين بأن يستدلوا بحدوث جملة العالم والأجسام على أن لها إلها ليس بجسم ، وحينئذ يعرفون أن العجل لا يصلح للإلهية فكان هذا التعبد تشديدا في التكليف فكان فتنة ، والتشديد في التكليف موجود قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) [ العنكبوت : 2 ] هذا تمام كلام
المعتزلة ، قال الأصحاب : ليس في ظهور صوت عن عجل متخذ من الذهب شبهة أعظم مما في الشمس والقمر ، والدليل الذي ينفي كون الشمس والقمر إلها أولى بأن ينفي كون ذلك العجل إلها ، فحينئذ لا يكون حدوث ذلك العجل تشديدا في التكليف فلا يصح حمل الآية عليه ، فوجب حمله على خلق الضلال فيهم ، قولهم : أضاف الإضلال إلى السامري قلنا : أليس أن جميع المسببات العادية تضاف إلى أسبابها في الظاهر وإن كان الموجد لها هو الله تعالى ، فكذا ههنا ، وأيضا قرئ " وأضلهم السامري " أي وأشدهم ضلالا السامري ، وعلى هذا لا يبقى
للمعتزلة الاستدلال ، ثم الذي يحسم مادة الشغب التمسك بفصل الداعي على ما سبق تقريره في هذا الكتاب مرارا كثيرة .
المسألة الثانية : المراد بالقوم ههنا هم الذين خلفهم مع
هارون عليه السلام على ساحل البحر وكانوا ستمائة ألف افتتنوا بالعجل غير اثني عشر ألفا .
المسألة الثالثة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : كان السامري علجا من
أهل كرمان وقع إلى
مصر وكان من قوم يعبدون البقر والذي عليه الأكثرون أنه كان من عظماء
بني إسرائيل من قبيلة يقال لها
السامرة ، قال
الزجاج : وقال
عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : بل كان رجلا من القبط جارا
لموسى عليه السلام وقد آمن به .
[ ص: 88 ] المسألة الرابعة : روي في القصة أنهم أقاموا بعد مفارقته عشرين ليلة وحسبوها أربعين مع أيامها وقالوا : قد أكملنا العدة ثم كان أمر العجل بعد ذلك ، والتوفيق بين هذا وبين قوله
لموسى عند مقدمه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85فإنا قد فتنا قومك من بعدك ) من وجهين :
الأول : أنه تعالى أخبر عن الفتنة المترقبة بلفظ الموجودة الكائنة على عادته .
الثاني : أن السامري شرع في تدبير الأمر لما غاب
موسى عليه السلام وعزم على إضلالهم حال مفارقة
موسى عليه السلام وكأنه قدر الفتنة موجودة .
المسألة الخامسة : إنما رجع
موسى عليه السلام بعدما استوفى الأربعين ذا القعدة وعشر ذي الحجة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=87قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=88فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=87قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=88فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ) .
[ ص: 87 ]
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا قَالَ
لِمُوسَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=83وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ ) [ طه : 83 ] وَقَالَ
مُوسَى فِي جَوَابِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=84وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ) [ طه : 84 ] عَرَّفَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَا حَدَثَ مِنَ الْقَوْمِ بَعْدَ أَنْ فَارَقَهُمْ مِمَّا كَانَ يَبْعُدُ أَنْ يَحْدُثَ لَوْ كَانَ مَعَهُمْ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) وَهَهُنَا مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28785_28834قَالَتِ الْمُعْتَزِلَةُ : لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ فِيهِمُ الْكُفْرَ لِوَجْهَيْنِ :
الْوَجْهُ الْأَوَّلُ : الدَّلَائِلُ الْعَقْلِيَّةُ الدَّالَّةُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ .
الثَّانِي : أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) وَلَوْ كَانَ اللَّهُ خَلَقَ الضَّلَالَ فِيهِمْ لَمْ يَكُنْ لِفِعْلِ السَّامِرِيِّ فِيهِ أَثَرٌ وَكَانَ يَبْطُلُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) وَأَيْضًا فَلِأَنَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا طَالَبَهُمْ بِذِكْرِ سَبَبِ تِلْكَ الْفِتْنَةِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) فَلَوْ حَصَلَ ذَلِكَ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَانَ لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا : السَّبَبُ فِيهِ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ فِينَا لَا مَا ذَكَرْتَ ، فَكَانَ يَبْطُلُ تَقْسِيمُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَيْضًا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ بِخَلْقِهِ لَاسْتَحَالَ أَنْ يَغْضَبَ عَلَيْهِمْ فِيمَا هُوَ الْخَالِقُ لَهُ وَلَمَّا بَطَلَ ذَلِكَ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85فَتَنَّا ) مَعْنًى آخَرُ ; وَذَلِكَ لِأَنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى الِامْتِحَانِ . يُقَالُ : فَتَنْتُ الذَّهَبَ بِالنَّارِ إِذَا امْتَحَنْتَهُ بِالنَّارِ لِكَيْ يَتَمَيَّزَ الْجَيِّدُ مِنَ الرَّدِيءِ فَهَهُنَا شَدَّدَ اللَّهُ التَّكْلِيفَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ السَّامِرِيَّ لَمَّا أَخْرَجَ لَهُمْ ذَلِكَ الْعِجْلَ صَارُوا مُكَلَّفِينَ بِأَنْ يَسْتَدِلُّوا بِحُدُوثِ جُمْلَةِ الْعَالَمِ وَالْأَجْسَامِ عَلَى أَنَّ لَهَا إِلَهًا لَيْسَ بِجِسْمٍ ، وَحِينَئِذٍ يَعْرِفُونَ أَنَّ الْعِجْلَ لَا يَصْلُحُ لِلْإِلَهِيَّةِ فَكَانَ هَذَا التَّعَبُّدُ تَشْدِيدًا فِي التَّكْلِيفِ فَكَانَ فِتْنَةً ، وَالتَّشْدِيدُ فِي التَّكْلِيفِ مَوْجُودٌ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) [ الْعَنْكَبُوتِ : 2 ] هَذَا تَمَامُ كَلَامِ
الْمُعْتَزِلَةِ ، قَالَ الْأَصْحَابُ : لَيْسَ فِي ظُهُورِ صَوْتٍ عَنْ عِجْلٍ مُتَّخَذٍ مِنَ الذَّهَبِ شُبْهَةٌ أَعْظَمَ مِمَّا فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَالدَّلِيلُ الَّذِي يَنْفِي كَوْنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِلَهًا أَوْلَى بِأَنْ يَنْفِيَ كَوْنَ ذَلِكَ الْعِجْلِ إِلَهًا ، فَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ حُدُوثُ ذَلِكَ الْعِجْلِ تَشْدِيدًا فِي التَّكْلِيفِ فَلَا يَصِحُّ حَمْلُ الْآيَةِ عَلَيْهِ ، فَوَجَبَ حَمْلُهُ عَلَى خَلْقِ الضَّلَالِ فِيهِمْ ، قَوْلُهُمْ : أَضَافَ الْإِضْلَالَ إِلَى السَّامِرِيِّ قُلْنَا : أَلَيْسَ أَنَّ جَمِيعَ الْمُسَبَّبَاتِ الْعَادِيَّةِ تُضَافُ إِلَى أَسْبَابِهَا فِي الظَّاهِرِ وَإِنْ كَانَ الْمُوجِدُ لَهَا هُوَ اللَّهَ تَعَالَى ، فَكَذَا هَهُنَا ، وَأَيْضًا قُرِئَ " وَأَضَلُّهُمُ السَّامِرِيُّ " أَيْ وَأَشَدُّهُمْ ضَلَالًا السَّامِرِيُّ ، وَعَلَى هَذَا لَا يَبْقَى
لِلْمُعْتَزِلَةِ الِاسْتِدْلَالُ ، ثُمَّ الَّذِي يَحْسِمُ مَادَّةَ الشَّغَبِ التَّمَسُّكُ بِفَصْلِ الدَّاعِي عَلَى مَا سَبَقَ تَقْرِيرُهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ مِرَارًا كَثِيرَةً .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : الْمُرَادُ بِالْقَوْمِ هَهُنَا هُمُ الَّذِينَ خَلَّفَهُمْ مَعَ
هَارُونَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ وَكَانُوا سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ افْتَتَنُوا بِالْعَجَلِ غَيْرَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : كَانَ السَّامِرِيُّ عِلْجًا مِنْ
أَهْلِ كَرْمَانَ وَقَعَ إِلَى
مِصْرَ وَكَانَ مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقْرَ وَالَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ عُظَمَاءِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ قَبِيلَةٍ يُقَالُ لَهَا
السَّامِرَةُ ، قَالَ
الزَّجَّاجُ : وَقَالَ
عَطَاءٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : بَلْ كَانَ رَجُلًا مِنَ الْقِبْطِ جَارًا
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ آمَنَ بِهِ .
[ ص: 88 ] الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : رُوِيَ فِي الْقِصَّةِ أَنَّهُمْ أَقَامُوا بَعْدَ مُفَارَقَتِهِ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَحَسِبُوهَا أَرْبَعِينَ مَعَ أَيَّامِهَا وَقَالُوا : قَدْ أَكْمَلْنَا الْعِدَّةَ ثُمَّ كَانَ أَمْرُ الْعِجْلِ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَالتَّوْفِيقُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ قَوْلِهِ
لِمُوسَى عِنْدَ مَقْدِمِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ ) مِنْ وَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَنِ الْفِتْنَةِ الْمُتَرَقَّبَةِ بِلَفْظِ الْمَوْجُودَةِ الْكَائِنَةِ عَلَى عَادَتِهِ .
الثَّانِي : أَنَّ السَّامِرِيَّ شَرَعَ فِي تَدْبِيرِ الْأَمْرِ لَمَّا غَابَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعَزَمَ عَلَى إِضْلَالِهِمْ حَالَ مُفَارَقَةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكَأَنَّهُ قَدَّرَ الْفِتْنَةَ مَوْجُودَةً .
الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ : إِنَّمَا رَجَعَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَمَا اسْتَوْفَى الْأَرْبَعِينَ ذَا الْقَعْدَةِ وَعَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ .