الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في صلة الرحم

                                                                                                          1908 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا بشير أبو إسمعيل وفطر بن خليفة عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن سلمان وعائشة وعبد الله بن عمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          بفتح الراء وكسر الحاء المهملة يطلق على الأقارب وهم من بينهم وبين الآخر نسب سواء كان يرثه أم لا ، وسواء كان ذا محرم أم لا ، وقيل هم المحارم فقط ، والأول هو المرجح لأن الثاني يستلزم خروج أولاد الأعمام وأولاد الأخوال من ذوي الأرحام وليس كذلك ، يقال : وصل رحمه يصلها وصلا وصلة ، والهاء فيها عوض عن الواو المحذوفة ، فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه من علاقة القرابة والصهر قال ابن أبي جمرة : تكون صلة الرحم بالمال ، وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء ، والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة ، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة ، فإن كانوا كفارا أو فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم ، بشرط بذل الجهد في وعظهم ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق ، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى .

                                                                                                          قوله : ( وفطر بن خليفة ) المخزومي مولاهم أبو بكر الحناط ، صدوق رمي بالتشيع من الخامسة .

                                                                                                          قوله : ( ليس الواصل ) أي بالرحم ( بالمكافئ ) بكسر فاء وهمز أي المجازي لأقاربه إن صلة فصلة ، وإن قطعا فقطع ، والمراد به نفي الكمال ( ولكن ) بتشديد النون ( الواصل ) بالنصب أي الواصل الكامل ( الذي إذا انقطعت رحمه ) ، وفي رواية البخاري : إذا قطعت رحمه ( وصلها ) .

                                                                                                          [ ص: 31 ] ، هذا من باب الحث على مكارم الأخلاق كقوله تعالى : ادفع بالتي هي أحسن السيئة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : صل من قطعك وأحسن إلى من أساءك ، الحديث ، رواه البخاري عن علي رضي الله عنه ، قال الطيبي : التعريف في الواصل للجنس أي ليس حقيقة الواصل ومن يعتد بوصله من يكافئ صاحبه بمثل فعله ، ونظيره قولك : هو ليس بالرجل بل الرجل من يصدر منه المكارم والفضائل انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري وأبو داود .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن سلمان ) لينظر من أخرجه ( وعائشة ) أخرجه البخاري ومسلم مرفوعا بلفظ : الرحم معلقة بالعرش ، تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله .




                                                                                                          الخدمات العلمية