الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في لبس الخاتم

                                                                                                          وحدثني عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتما من ذهب ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فنبذه وقال لا ألبسه أبدا قال فنبذ الناس بخواتيمهم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          12 - باب ما جاء في لبس الخاتم

                                                                                                          1743 1694 - ( مالك عن عبد الله بن دينار ) العدوي مولاهم المدني ( عن ) مولاه ( عبد الله بن عمر ) - رضي الله عنهما - ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس خاتما من ذهب ) ، وللنسائي من وجه آخر عن ابن عمر : " اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ذهب فلبسه ثلاثة أيام " ، وفي الصحيحين عن ابن شهاب عن أنس : " أنه رأى في يد النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ورق يوما واحدا ، ثم ألقاه " ، فإن كان قوله : من ورق ، وهما من الزهري ، جرى على لسانه لفظ ورق كما نقله عياض عن جميع أهل الحديث ، وصوابه : من ذهب ، كما ثبت ذلك من غير وجه عن أنس ، وابن عمر ، فيجمع بأن قول أنس : يوما واحدا ، ظرف لرؤية أنس لا لمدة اللبس ، وقول ابن عمر : ثلاثة أيام ، ظرف لمدة اللبس ، وإن قلنا : لا وهم جمع بأن مدة لبس الذهب ثلاثة أيام ، ومدة خاتم الفضة يوم واحد كما قال أنس ، ولا ينافيه رواية الصحيح : " سئل أنس ، هل اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما ؟ فقال : أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل ، ثم أقبل علينا بوجهه ، فكأني أنظر إلى وبيض خاتمه لحمله على أنه رآه في تلك الليلة كذلك ، واستمر في يده بقية يومها ، ثم طرحه في آخر ذلك اليوم " ، أفاده الحافظ ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( فنبذه ) ، أي طرحه ، ( وقال : لا ألبسه أبدا ) ، لتحريم [ ص: 502 ] لبس الذهب حينئذ على الرجال ، أو لكراهة مشاركتهم له أو لما رأى من زهوهم بلبسه .

                                                                                                          ( قال : فنبذ الناس خواتمهم ) ، تبعا له .

                                                                                                          وفي الصحيحين : عن نافع عن ابن عمر : " أنه - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتما من ذهب ، وجعل فصه مما يلي كفه ، فاتخذه الناس فرمى به ، وقال : لا ألبسه أبدا ، ثم اتخذ خاتما من فضة ، فاتخذ الناس خواتم الفضة " ، قال ابن عمر : " فلبس الخاتم بعده - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان حتى وقع منه في بئر أريس .

                                                                                                          وحديث الباب رواه البخاري عن القعنبي عن مالك به ، وتابعه سفيان الثوري بأتم منه عن ابن دينار .




                                                                                                          الخدمات العلمية