الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله : ولا تطع منهم آثما أو كفورا ؛ "أو"؛ ههنا؛ أوكد من الواو؛ لأن الواو إذا قلت: "لا تطع زيدا وعمرا"؛ فأطاع أحدهما كان غير عاص؛ لأنه أمره ألا يطيع الاثنين؛ فإذا قال ولا تطع منهم آثما أو كفورا ؛ "أو"؛ قد دلت على أن كل واحد منهما أهل لأن يعصى؛ وكما أنك إذا قلت: "لا تخالف الحسن أو ابن سيرين"؛ أو: "اتبع الحسن أو ابن سيرين"؛ فقد قلت: "هذان أهل أن يتبعا"؛ وكل واحد منهما أهل؛ وقد فسرنا مثل هذا التفسير في غير هذا الحرف في أول سورة "البقرة"؛ في قوله (تعالى): مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ؛ إلى آخر الآية؛ وبعد ذلك أو كصيب من السماء ؛ وتأويله مثلهم؛ لأنك إن جعلت مثلهم كمثل الذي استوقد نارا؛ أو مثلتهم بالصيب؛ أو بهما جميعا؛ فأنت مصيب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية