الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو عثمان المغربي

                                                                                      الإمام القدوة ، شيخ الصوفية أبو عثمان ، سعيد بن سلام المغربي القيرواني ، نزيل نيسابور .

                                                                                      سافر وحج ، وجاور مدة ، ولقي مشايخ مصر والشام . وكان لا يظهر أيام الحج .

                                                                                      قال الحاكم : خرجت من مكة متحسرا على رؤيته ، ثم خرج منها لمحنة ، وقدم نيسابور ، فاعتزل الناس أولا ، ثم كان يحضر الجامع .

                                                                                      وقال السلمي : كان أوحد المشايخ في طريقته ، لم نر مثله في علو الحال وصون الوقت ، امتحن بسبب زور نسب إليه ، حتى ضرب وشهر على جمل ، ففارق الحرم .

                                                                                      وقال الخطيب : وكان من كبار المشايخ . له أحوال وكرامات .

                                                                                      [ ص: 321 ] قال الحاكم : سمعته يقول - وقد سئل : الملائكة أفضل أم الأنبياء ؟ فقال : القرب القرب ، هم أقرب إلى الحق وأطهر .

                                                                                      صحب أبو عثمان بالشام أبا الخير التيناتي ، ولقي أبا يعقوب النهرجوري .

                                                                                      قال السلمي : سمعته يقول : ليكن تدبرك في الخلق تدبر عبرة ، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة ، وتدبرك في القرآن تدبر حقيقة . قال الله تعالى أفلا يتدبرون القرآن جرأك به على تلاوته ، ولولا ذلك لكلت الألسن عن تلاوته .

                                                                                      وقال :

                                                                                      من أعطى الأماني نفسه قطعتها بالتسويف وبالتواني

                                                                                      .

                                                                                      وسمعته يقول : علوم الدقائق علوم الشياطين ، وأسلم الطرق من الاغترار لزوم الشريعة .

                                                                                      توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية