الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 398 ] سورة سبإ

مكية، واختلف في قوله تعالى: ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو [سبإ: 6]، فقالت فرقة: هي مكية، والمراد: المؤمنون بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالت فرقة: هي مدنية، والمراد: من أسلم بالمدينة من أهل الكتاب; كعبد الله بن سلام وأصحابه وأشباههم، آيها: أربع وخمسون آية، وحروفها: ثلاثة آلاف وخمس مئة واثنا عشر حرفا، وكلمها: ثماني مئة وثلاث وثمانون كلمة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير .

[1] الحمد لله أي: الثناء له، والألف واللام لاستغراق الجنس; أي: الحمد على تنوعه هو لله تعالى الذي له ما في السماوات وما في الأرض ملكا وخلقا.

وله الحمد في الآخرة كما هو في الدنيا; لأن أهل الحمد يحمدونه في [ ص: 399 ] الآخرة كما يحمدونه في الدنيا; لأن النعم في الدارين منه، وحذفت إحداهما لدلالة الأخرى عليها.

وهو الحكيم المحكم لأمور الدارين الخبير بالأشياء; لأن وجودها إنما هو به جلت قدرته.

التالي السابق


الخدمات العلمية