الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [50 - 56] وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى [ ص: 5588 ] والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأي آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى

                                                                                                                                                                                                                                      وأنه أهلك عادا الأولى يعني قوم هود. وسميت الأولى لتقدمها في الزمان.

                                                                                                                                                                                                                                      وثمود أي: قوم صالح ، فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى أي: أشد في كفرهم وأطغى أي: أشد طغيانا وعصيانا من الذين أهلكوا بعدهم، لتمردهم على الكفر، ورد دعوته في طول مدته بينهم، وهي أطول مدد الأنبياء عليهم السلام.

                                                                                                                                                                                                                                      والمؤتفكة أي: قرى قوم لوط التي ائتفكت بأهلها، أي: انقلبت.

                                                                                                                                                                                                                                      أهوى أي: أهواها على أهلها ودمرها.

                                                                                                                                                                                                                                      فغشاها ما غشى أي: من العذاب السماوي الذي صب عليها.

                                                                                                                                                                                                                                      فبأي آلاء ربك أي: نعمائه.

                                                                                                                                                                                                                                      تتمارى أي: ترتاب وتشك وتجادل في أنها ليست من عنده، وهو الذي أنعم بالإغناء والإقناء وإرسال الرسل، وقهر أعدائهم.

                                                                                                                                                                                                                                      هذا أي: القرآن نذير من النذر الأولى أي: إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم. أو هذا الرسول نذير من جنس من تقدمه، ليس بدعا من الرسل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية