الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون

                                                                                                                                                                                                                                      وقالت طائفة من أهل الكتاب وهم رؤساؤهم ومفسدون لأعقابهم. آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا أي: أظهروا الإيمان بالقرآن المنزل عليهم. وجه النهار أي: أوله. واكفروا أي: أظهروا ما أنتم عليه من الكفر به. آخره مرائين لهم أنكم آمنتم به بادئ الرأي من غير تأمل ثم تأملتم فيه فوقفتم على خلل رأيكم الأول فرجعتم عنه. لعلهم أي: المؤمنين. يرجعون عما هم عليه من الإيمان به كما رجعتم. والمراد بالطائفة: كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف، قالا لأصحابهما لما حولت القبلة: آمنوا بما أنزل عليهم من الصلاة إلى الكعبة وصلوا إليها أول النهار ثم صلوا إلى الصخرة آخره لعلهم يقولون هم أعلم منا و قد رجعوا فيرجعون. وقيل: هم اثنا عشر رجلا من أحبار خيبر تقاولوا بأن يدخلوا في الإسلام أول النهار، ويقولوا آخره نظرنا في كتابنا و شاورنا علماءنا فلم نجد محمدا بالنعت الذي ورد في التوراة لعل أصحابه يشكون فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية