الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم

                                                                                                          1927 حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي حدثني أبي عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلمقال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وفي الباب عن علي وأبي أيوب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( المسلم أخو المسلم ) أي فليتعامل المسلمون فيما بينهم وليتعاشروا معاملة الإخوة ، ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير ونحو ذلك مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال ( لا يخونه ) من الخيانة في معنى الأمر ( ولا يخذله ) بضم الذال المعجمة من الخذلان وهو ترك النصرة والإعانة ، قال النووي : معناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي .

                                                                                                          ( كل المسلم على المسلم حرام : عرضه ) بكسر العين المهملة وسكون الراء ، قال الجزري في النهاية : العرض موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو في سلفه أو من يلزمه أمره ، وقيل هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ، ويحامي عنه أن ينتقص ويثلب ، وقال ابن قتيبة : عرض الرجل نفسه وبدنه لا غير انتهى .

                                                                                                          ( التقوى هاهنا ) زاد في رواية مسلم : ويشير إلى صدره ، قال في مجمع البحار : أي لا يجوز تحقير المتقي من الشرك والمعاصي ، والتقوى محله القلب يكون مخفيا عن الأعين فلا يحكم بعدمه لأحد حتى يحقره ، أو يقال محل التقوى هو القلب ، فمن كان في قلبه التقوى لا يحقر مسلما ; لأن المتقي لا يحقر مسلما انتهى ، ( بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم ) أي حسبه وكافيه من خلال الشر ورذائل الأخلاق احتقار أخيه المسلم .

                                                                                                          فقوله ( بحسب امرئ ) مبتدأ ، والباء فيه زائدة ، وقوله ( أن يحتقر ) خبره .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه مسلم .

                                                                                                          [ ص: 47 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية