[ ص: 4 ] فصل ( في
nindex.php?page=treesubj&link=17370_17350خواص العجوة والكمأة والحلبة ) .
في الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36052من تصبح بثلاث تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ، ولا سحر } .
زاد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=hadith&LINKID=3000209 { ذلك اليوم إلى الليل } ، وفي لفظ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000210 { من أكل سبع تمرات } ، وفي لفظ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000211 { مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي } متفق على ذلك .
nindex.php?page=showalam&ids=17080، ولمسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11986إن في عجوة العالية شفاء ، وإنها ترياق أول البكرة } .
السم مثلث السين ، وفتحها أفصح ، ، واللابتان الحرتان ، والمراد لابتا
المدينة ، والترياق بضم التاء ، وكسرها ، ويقال درياق ، وطرياق ، وأول البكرة بنصب أول على الظرف أي : من تصبح ، والعالية العمارات القرى من جهة
المدينة العليا مما يلي
نجد ، والسافلة من الجهة الأخرى . مما يلي
تهامة ، وأدنى العالية من
المدينة ثلاثة أميال ، وأبعدها ثمانية .
. وروى
أبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35090مرضت مرضا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي ، وقال لي : إنك رجل مفئود فأت الحارث بن كلدة من ثقيف ، فإنه رجل يطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن } المفئود الذي أصيب فؤاده فهو يسكنه قال :
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي اللديدان جانبا الوادي ، ومنه أخذ اللدود ، وهو ما يصب من الأدوية في أحد شقي الفم جمعه ألدة . وقد لد الرجل فهو ملدود ، وألددته أنا ، والتد هو ، واللديد مثل اللدود . اختار
أبو زكريا النووي رحمه الله اختصاص ما سبق بعجوة
المدينة كخاصية
[ ص: 5 ] السبع التي لا تدرك إلا بالوحي . وترجم
أبو داود باب في تمرة العجوة ، ولم يقل من
المدينة
.
nindex.php?page=showalam&ids=12251، ولأحمد ،
والترمذي ، وقال : حسن غريب من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14772الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنة ، وماؤها شفاء للسم } زاد
الترمذي في رواية قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : فأخذت ثلاثة أكماء أو خمسا أو سبعا ، وعصرتهن ، وجعلت ماءهن في قارورة ، وكحلت به جارية لي عمشاء فبرأت
nindex.php?page=showalam&ids=12251، ولأحمد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وأبي سعيد معا كحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478، ولابن ماجه ذلك من حديث
أبي سعيد وحده أيضا ، وليس عنده في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، " وماؤها شفاء للعين " ، وعنده في العجوة ، " وهي شفاء من السم " لم يقل " وماؤها " . كذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وأبي سعيد ، وكذا
الترمذي في رواية في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وفي الصحيحين أو في الصحيح عنه عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=64815بيت لا تمر فيه جياع أهله } ، وظاهر ذلك أن العجوة لا تختص بمكان كالكمأة ، وفيه " إنها شفاء من السم " وفيما سبق أنها تمنع تأثيره .
والتمر حار في الثانية يابس في الأولى ، وقيل : رطب فيها ، وقيل معتدل ، وهو حافظ للصحة لا سيما لمن اعتاده ، وهو من أفضل الأغذية في البلاد الباردة ، والحارة التي حرارتها في الدرجة الثانية ، وهو لهم أنفع منه لأهل البلاد الباردة لبرودة مواطن سكانها ، وحرارة بطون سكان البلاد الباردة ، ولذلك يكثر أهل
الحجاز ، واليمن وما يليهم من البلاد المشابهة لها من الأغذية الحارة ما لا يتأتى لغيرهم .
وتمر العالية من أجود ثمرهم ، ويدخل التمر في الأدوية ، والأغذية ، والفواكه ، ويوافق أكثر الأبدان ، مقو للحرارة الغريزية ، ولا يتولد عنه من الفضلة الرديئة ما يتولد عن غيره من الفاكهة ، والأغذية بل يمنع من اعتاده من
[ ص: 6 ] بعض الخلط ، وفساده .
وقال بعض أصحابنا : هذا الحديث أريد به أهل
المدينة ، ومن جاورهم ، كذا قال .
وللأمكنة اختصاص ينفع كثيرا فيكون الدواء الذي ينبت في هذا المكان نافعا من الداء ، ولا يوجد فيه ذلك النفع إذا نبت في مكان غيره لتأثير نفس التربة ، والهواء أو هما ، فإن في الأرض خواص ، وطبائع تقارب اختلافها ، واختلاف طبائع الإنسان . كثير من النبات يكون في بعض البلاد غذاء مأكولا ، وفي بعضها سما قاتلا ، ورب أدوية لقوم أغذية لآخرين ، وأدوية لقوم من أمراض ، وهي أدوية لآخرين في أمراض سواها ، وأدوية لأهل بلد لا تناسب غيرهم .
والسبع من العدد له مواضع كثيرة ، وهو يجمع معاني العدد ، وخواصه ; لأن العدد شفع ، ووتر ، وشفع أول ، وثان ، والوتر كذلك ، فالشفع الأول اثنان ، والثاني أربعة ، والوتر الأول ثلاثة ، والثاني خمسة ، والأطباء تعنى به لا سيما في البحارين . ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم {
أنه عاد nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمكة فقال : ادعوا له طبيبا فدعي الحارث بن كلدة فنظر إليه فقال : ليس عليه بأس ، واتخذوا له فريقة مع تمر عجوة رطبة يطبخان فتحساها ففعل ذلك فبرأ } ، والفريقة الحلبة ، وهو بفتح الفاء ، وكسر الراء ثم ياء ذات نقطتين من تحت ثم قاف ثم هاء تمر يطبخ بحلبة ، وهو طعام النفساء قال
أبو كثير :
ولقد وردت الماء لون حمامة لون الفريقة صفيت للمدنف
ويذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14938القاسم بن عبد الرحمن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم {
استشفوا بالحلبة } ، والحلبة حارة في الثانية ، وقيل : في آخر الأولى ، يابسة في الأولى ، وقيل : في الثانية ، ولا تخلو من رطوبة فضلية إذا طبخت بالماء لتليين الحلق ، والصدر ، والبطن نافعة للحصر ، وتسكن السعال ، والخشونة ، والربو ، وعسر النفس .
[ ص: 7 ]
منضجة ملينة ، وتزيد في الباه جيدة للريح ، والبلغم ، والبواسير محدرة للكيموسات المتركبة في الأمعاء ، وتجلب البلغم اللزج من الصدر ، وتنفع من الرتيلات ، وأمراض الرئة ، وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن ، والسكر ، وإذا شربت مع وزن خمسة دراهم فوه أدرت الحيض ، ودم النفاس إذا طبخت بعسل ، وإذا طبخت ، وغسل بها الشعر جعدته ، وأذهبت الحرارة .
ودقيقها إذا خلط بالنطرون ، والخل ، وضمد به حلل ورم الطحال ، وإن جلست امرأة في ماء طبخت فيه الحلبة نفع من وجع الرحم العارض من ورم فيه .
وإذا ضمدت به الأورام الصلبة القليلة الحرارة نفعتها ، وحللتها ، ويشرب ماؤها لريح عارض ، ولزلق الأمعاء ، وإن أكلت مطبوخة بتمر أو عسل أو تين على الريق حللت البلغم اللزج العارض في الصدر ، والمعدة ، ونفعت من السعال المتطاول زمنه ، وأكل الحلبة يقلل رائحة البراز ، ويسهل الإولاد للرحم العسرة الولادة بجفاف ، ودهنها إذا خلط بالشمع ينفع من الشقاق العارض من البرد قال بعض الأطباء : لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا ، وقال بعضهم : تولد كيموسا رديئا ، وتصدع .
[ ص: 4 ] فَصْلٌ ( فِي
nindex.php?page=treesubj&link=17370_17350خَوَاصِّ الْعَجْوَةِ وَالْكَمْأَةِ وَالْحُلْبَةِ ) .
فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36052مَنْ تَصَبَّحَ بِثَلَاثِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ ، وَلَا سِحْرٌ } .
زَادَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=3000209 { ذَلِكَ الْيَوْمَ إلَى اللَّيْلِ } ، وَفِي لَفْظٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000210 { مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ } ، وَفِي لَفْظٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000211 { مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ } مُتَّفَقٌ عَلَى ذَلِكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=17080، وَلِمُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11986إنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً ، وَإِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ } .
السُّمُّ مُثَلَّثُ السِّينِ ، وَفَتْحُهَا أَفْصَحُ ، ، وَاللَّابَتَانِ الْحَرَّتَانِ ، وَالْمُرَاد لَابَتَا
الْمَدِينَةِ ، وَالتِّرْيَاقُ بِضَمِّ التَّاءِ ، وَكَسْرهَا ، وَيُقَالُ دِرْيَاقٌ ، وَطِرْيَاقٌ ، وَأَوَّلَ الْبُكْرَةِ بِنَصْبِ أَوَّلَ عَلَى الظَّرْفِ أَيْ : مَنْ تَصَبَّحَ ، وَالْعَالِيَةُ الْعِمَارَاتُ الْقُرَى مِنْ جِهَةِ
الْمَدِينَةِ الْعُلْيَا مِمَّا يَلِي
نَجْدَ ، وَالسَّافِلَةُ مِنْ الْجِهَةِ الْأُخْرَى . مِمَّا يَلِي
تِهَامَةَ ، وَأَدْنَى الْعَالِيَةِ مِنْ
الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ ، وَأَبْعَدُهَا ثَمَانِيَةٌ .
. وَرَوَى
أَبُو دَاوُد عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدٍ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35090مَرِضْتُ مَرَضًا فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيِي حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى فُؤَادِي ، وَقَالَ لِي : إنَّكَ رَجُلٌ مَفْئُودٌ فَأْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يُطَبِّبُ فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ ثُمَّ لِيَلُدّكَ بِهِنَّ } الْمَفْئُودَ الَّذِي أُصِيبَ فُؤَادُهُ فَهُوَ يُسَكِّنُهُ قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ اللَّدِيدَانِ جَانِبَا الْوَادِي ، وَمِنْهُ أُخِذَ اللَّدُودُ ، وَهُوَ مَا يُصَبُّ مِنْ الْأَدْوِيَةِ فِي أَحَدِ شِقَّيْ الْفَمِ جَمْعُهُ أَلِدَّةٌ . وَقَدْ لَدَّ الرَّجُلُ فَهُوَ مَلْدُودٌ ، وَأَلْدَدْتُهُ أَنَا ، وَالْتَدَّ هُوَ ، وَاللَّدِيدُ مِثْلُ اللَّدُودِ . اخْتَارَ
أَبُو زَكَرِيَّا النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ اخْتِصَاصَ مَا سَبَقَ بِعَجْوَةِ
الْمَدِينَةِ كَخَاصِّيَّةِ
[ ص: 5 ] السَّبْعِ الَّتِي لَا تُدْرَكُ إلَّا بِالْوَحْيِ . وَتَرْجَمَ
أَبُو دَاوُد بَابٌ فِي تَمْرَةِ الْعَجْوَةِ ، وَلَمْ يَقُلْ مِنْ
الْمَدِينَةِ
.
nindex.php?page=showalam&ids=12251، وَلِأَحْمَدَ ،
وَالتِّرْمِذِيِّ ، وَقَالَ : حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14772الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ، وَالْعَجْوَةُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلسُّمِّ } زَادَ
التِّرْمِذِيُّ فِي رِوَايَةٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَة : فَأَخَذْتُ ثَلَاثَةَ أَكْمَاءٍ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا ، وَعَصَرْتُهُنَّ ، وَجَعَلْتُ مَاءَهُنَّ فِي قَارُورَةٍ ، وَكَحَّلْتُ بِهِ جَارِيَةً لِي عَمْشَاءَ فَبَرَأَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251، وَلِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ مَعًا كَحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478، وَلِابْنِ مَاجَهْ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي سَعِيدٍ وَحْدَهُ أَيْضًا ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، " وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ " ، وَعِنْدَهُ فِي الْعَجْوَةِ ، " وَهِيَ شِفَاءٌ مِنْ السُّمِّ " لَمْ يَقُلْ " وَمَاؤُهَا " . كَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ ، وَكَذَا
التِّرْمِذِيُّ فِي رِوَايَةٍ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَوْ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=64815بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ } ، وَظَاهِرُ ذَلِكَ أَنَّ الْعَجْوَةَ لَا تَخْتَصُّ بِمَكَانٍ كَالْكَمْأَةِ ، وَفِيهِ " إنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ السُّمِّ " وَفِيمَا سَبَقَ أَنَّهَا تَمْنَعُ تَأْثِيرَهُ .
وَالتَّمْرُ حَارٌّ فِي الثَّانِيَةِ يَابِسٌ فِي الْأُولَى ، وَقِيلَ : رَطْبٌ فِيهَا ، وَقِيلَ مُعْتَدِلٌ ، وَهُوَ حَافِظٌ لِلصِّحَّةِ لَا سِيَّمَا لِمَنْ اعْتَادَهُ ، وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْأَغْذِيَةِ فِي الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ ، وَالْحَارَّةِ الَّتِي حَرَارَتُهَا فِي الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ ، وَهُوَ لَهُمْ أَنْفَعُ مِنْهُ لِأَهْلِ الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ لِبُرُودَةِ مَوَاطِنِ سُكَّانِهَا ، وَحَرَارَةِ بُطُونِ سُكَّانِ الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ ، وَلِذَلِكَ يُكْثِرُ أَهْلُ
الْحِجَازِ ، وَالْيَمَنِ وَمَا يَلِيهِمْ مِنْ الْبِلَادِ الْمُشَابِهَةِ لَهَا مِنْ الْأَغْذِيَةِ الْحَارَّةِ مَا لَا يَتَأَتَّى لِغَيْرِهِمْ .
وَتَمْرُ الْعَالِيَةِ مِنْ أَجْوَدِ ثَمَرِهِمْ ، وَيَدْخُلُ التَّمْرُ فِي الْأَدْوِيَةِ ، وَالْأَغْذِيَةِ ، وَالْفَوَاكِهِ ، وَيُوَافِقُ أَكْثَرَ الْأَبْدَانِ ، مُقَوٍّ لِلْحَرَارَةِ الْغَرِيزِيَّةِ ، وَلَا يَتَوَلَّدُ عَنْهُ مِنْ الْفَضْلَةِ الرَّدِيئَةِ مَا يَتَوَلَّدُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ الْفَاكِهَةِ ، وَالْأَغْذِيَةِ بَلْ يَمْنَعُ مَنْ اعْتَادَهُ مِنْ
[ ص: 6 ] بَعْضِ الْخَلْطِ ، وَفَسَادِهِ .
وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : هَذَا الْحَدِيثُ أُرِيدَ بِهِ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ ، وَمَنْ جَاوَرَهُمْ ، كَذَا قَالَ .
وَلِلْأَمْكِنَةِ اخْتِصَاصٌ يَنْفَعُ كَثِيرًا فَيَكُونُ الدَّوَاءُ الَّذِي يَنْبُتُ فِي هَذَا الْمَكَانِ نَافِعًا مِنْ الدَّاءِ ، وَلَا يُوجَدُ فِيهِ ذَلِكَ النَّفْعُ إذَا نَبَتَ فِي مَكَان غَيْرِهِ لِتَأْثِيرِ نَفْسِ التُّرْبَةِ ، وَالْهَوَاءِ أَوْ هُمَا ، فَإِنَّ فِي الْأَرْضِ خَوَاصَّ ، وَطَبَائِعَ تُقَارِبُ اخْتِلَافَهَا ، وَاخْتِلَافَ طَبَائِعِ الْإِنْسَانِ . كَثِيرٌ مِنْ النَّبَاتِ يَكُونُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ غِذَاءً مَأْكُولًا ، وَفِي بَعْضِهَا سُمًّا قَاتِلًا ، وَرُبَّ أَدْوِيَةٍ لِقَوْمٍ أَغْذِيَةٌ لِآخَرِينَ ، وَأَدْوِيَةٍ لِقَوْمٍ مِنْ أَمْرَاضٍ ، وَهِيَ أَدْوِيَةٌ لِآخَرِينَ فِي أَمْرَاضٍ سِوَاهَا ، وَأَدْوِيَةٍ لِأَهْلِ بَلَدٍ لَا تُنَاسِبُ غَيْرَهُمْ .
وَالسَّبْعُ مِنْ الْعَدَدِ لَهُ مَوَاضِعُ كَثِيرَةٌ ، وَهُوَ يَجْمَعُ مَعَانِي الْعَدَدِ ، وَخَوَاصَّهُ ; لِأَنَّ الْعَدَدَ شَفْعٌ ، وَوِتْرٌ ، وَشَفْعٌ أَوَّلُ ، وَثَانٍ ، وَالْوِتْرُ كَذَلِكَ ، فَالشَّفْعُ الْأَوَّلُ اثْنَانِ ، وَالثَّانِي أَرْبَعَةٌ ، وَالْوِتْرُ الْأَوَّلُ ثَلَاثَةٌ ، وَالثَّانِي خَمْسَةٌ ، وَالْأَطِبَّاءُ تُعْنَى بِهِ لَا سِيَّمَا فِي الْبِحَارَيْنِ . وَيُذْكَرُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
أَنَّهُ عَادَ nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ فَقَالَ : اُدْعُوا لَهُ طَبِيبًا فَدُعِيَ الْحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ فَنَظَرَ إلَيْهِ فَقَالَ : لَيْسَ عَلَيْهِ بَأْسٌ ، وَاِتَّخِذُوا لَهُ فَرِيقَةً مَعَ تَمْرِ عَجْوَةٍ رَطْبَةٍ يُطْبَخَانِ فَتَحَسَّاهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ فَبَرَأَ } ، وَالْفَرِيقَةُ الْحُلْبَةُ ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْفَاءِ ، وَكَسْرِ الرَّاءِ ثُمَّ يَاءٌ ذَاتُ نُقْطَتَيْنِ مِنْ تَحْتٍ ثُمَّ قَافٌ ثُمَّ هَاءٌ تَمْرٌ يُطْبَخُ بِحُلْبَةٍ ، وَهُوَ طَعَامُ النُّفَسَاءِ قَالَ
أَبُو كَثِير :
وَلَقَدْ وَرَدْتُ الْمَاءَ لَوْنَ حَمَامَةٍ لَوْنَ الْفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ لِلْمُدْنِفِ
وَيُذْكَرُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14938الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُرْسَلًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
اسْتَشْفُوا بِالْحُلْبَةِ } ، وَالْحُلْبَةُ حَارَّةٌ فِي الثَّانِيَةِ ، وَقِيلَ : فِي آخِرِ الْأُولَى ، يَابِسَةٌ فِي الْأُولَى ، وَقِيلَ : فِي الثَّانِيَةِ ، وَلَا تَخْلُو مِنْ رُطُوبَةٍ فَضْلِيَّةٍ إذَا طُبِخَتْ بِالْمَاءِ لِتَلْيِينِ الْحَلْقِ ، وَالصَّدْرِ ، وَالْبَطْنِ نَافِعَةٌ لِلْحَصْرِ ، وَتُسَكِّنُ السُّعَالَ ، وَالْخُشُونَةِ ، وَالرَّبْو ، وَعُسْرِ النَّفَسِ .
[ ص: 7 ]
مُنْضِجَةٌ مُلَيِّنَةٌ ، وَتُزِيدُ فِي الْبَاهِ جَيِّدَةٌ لِلرِّيحِ ، وَالْبَلْغَمِ ، وَالْبَوَاسِيرِ مُحْدِرَةٌ لِلْكَيْمُوسَاتِ الْمُتَرَكِّبَةِ فِي الْأَمْعَاءِ ، وَتَجْلُبُ الْبَلْغَمَ اللَّزِجَ مِنْ الصَّدْرِ ، وَتَنْفَعُ مِنْ الرَّتِيلَاتِ ، وَأَمْرَاضِ الرِّئَةِ ، وَتُسْتَعْمَلُ لِهَذِهِ الْأَدْوَاءِ فِي الْأَحْشَاءِ مَعَ السَّمْنِ ، وَالسُّكَّرِ ، وَإِذَا شُرِبَتْ مَعَ وَزْنِ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ فُوَّهً أَدَرَّتْ الْحَيْضَ ، وَدَمَ النِّفَاسِ إذَا طُبِخَتْ بِعَسَلٍ ، وَإِذَا طُبِخَتْ ، وَغُسِلَ بِهَا الشَّعْرُ جَعَّدَتْهُ ، وَأَذْهَبَتْ الْحَرَارَةَ .
وَدَقِيقُهَا إذَا خُلِطَ بِالنَّطْرُونِ ، وَالْخَلِّ ، وَضُمِّدَ بِهِ حُلَلُ وَرَمِ الطِّحَالِ ، وَإِنْ جَلَسَتْ امْرَأَةٌ فِي مَاءٍ طُبِخَتْ فِيهِ الْحُلْبَةُ نَفَعَ مِنْ وَجَعِ الرَّحِمِ الْعَارِضِ مِنْ وَرَمٍ فِيهِ .
وَإِذَا ضُمِّدَتْ بِهِ الْأَوْرَامُ الصُّلْبَةُ الْقَلِيلَةُ الْحَرَارَةِ نَفَعَتْهَا ، وَحَلَّلَتْهَا ، وَيُشْرَبُ مَاؤُهَا لِرِيحٍ عَارِضٍ ، وَلِزَلَقِ الْأَمْعَاءِ ، وَإِنْ أُكِلَتْ مَطْبُوخَةً بِتَمْرٍ أَوْ عَسَلٍ أَوْ تِينٍ عَلَى الرِّيقِ حَلَّلَتْ الْبَلْغَمَ اللَّزِجَ الْعَارِضَ فِي الصَّدْرِ ، وَالْمَعِدَةِ ، وَنَفَعَتْ مِنْ السُّعَالِ الْمُتَطَاوِلِ زَمَنُهُ ، وَأَكْلُ الْحُلْبَةِ يُقَلِّلُ رَائِحَةَ الْبَرَازِ ، وَيُسَهِّلُ الْإِوْلَادِ لِلرَّحِمِ الْعَسِرَةِ الْوِلَادَةِ بِجَفَافٍ ، وَدُهْنُهَا إذَا خُلِطَ بِالشَّمْعِ يَنْفَعُ مِنْ الشِّقَاقِ الْعَارِضِ مِنْ الْبَرْدِ قَالَ بَعْضُ الْأَطِبَّاءِ : لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَنَافِعَهَا لَاشْتَرَوْهَا بِوَزْنِهَا ذَهَبًا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : تُوَلِّدُ كَيْمُوسًا رَدِيئًا ، وَتُصَدِّعُ .