الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      397- وقال: (فلما جن عليه الليل) وقال بعضهم: (أجن) . وقال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                      (206) فلما أجن الليل بتنا كأننا على كثرة الأعداء محترسان

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 305 ] وقال:


                                                                                                                                                                                                                      (207) أجنك الليل ولما تشتف

                                                                                                                                                                                                                      فجعل "الجن" مصدرا لـ "جن". وقد يستقيم أن يكون "أجن" ويكون ذا مصدره كما قال "العطاء والإعطاء".

                                                                                                                                                                                                                      وأما قوله: (أكننتم في أنفسكم) فإنهم يقولون في مفعولها: "مكنون" ويقول بعضهم "مكن" وتقول: "كننت الجارية" إذا صنتها و"كننتها من الشمس وأكننتها من الشمس" أيضا. ويقولون: "هي مكنونة ومكنة" وقال الشاعر: [ ذو الإصبع ]:


                                                                                                                                                                                                                      (208) قد كنت أعطيهم مالي وأمنحهم     عرضي وعندهم في الصدر مكنون

                                                                                                                                                                                                                      لأن قيسا تقول: "كننت العلم" فهو "مكنون". وتقول بنو تميم "أكننت العلم فهو مكن"، و"كننت الجارية فـ "هي مكنونة". وفي كتاب الله عز وجل: (أو أكننتم في أنفسكم) وقال: (كأنهن بيض مكنون) وقال الشاعر: [ الربيع بن زياد العنبسي ]:


                                                                                                                                                                                                                      (209) قد كن يكنن الوجوه تسترا     فاليوم حين بدون للنظار

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 306 ] وقيس تنشد "قد كن يكنن".

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (فلما أفل) فهو من "يأفل أفولا".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية