الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 437 ] سورة فاطر

وتسمى: سورة الملائكة، مكية، وآيها: خمس وأربعون آية، وحروفها: ثلاثة آلاف ومئة وثلاثون حرفا، وكلمها: سبع مئة وسبع وسبعون كلمة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير .

[1] الحمد لله تقدم الكلام فيه أول سورة سبإ وقبلها فاطر أي: خالق السماوات والأرض والمراد: الانفراد بالابتداء; لخلقها على غير مثال سبق.

جاعل الملائكة رسلا وسائط بينه وبين أنبيائه في تبليغ رسالاته بالوحي.

أولي أي: أصحاب أجنحة مثنى وثلاث ورباع لبعضهم جناحان، ولبعضهم ثلاثة، ولبعضهم أربعة، وروي أن لجبريل عليه السلام ست مئة جناح، منها اثنان تبلغ من المشرق إلى المغرب . [ ص: 438 ]

يزيد في الخلق من الملائكة وغيرها ما يشاء تقرير لما يقع في النفوس من التعجب والاستغراب عند الخبر بالملائكة أولي الأجنحة; أي: ليس هذا ببدع في قدرته; فإنه يزيد في خلقه ما يشاء، قال الجوهري: التواضع في الأشراف، والسخاء في الأغنياء، والتعفف في الفقراء.

إن الله على كل شيء قدير من الزيادة والنقصان. واختلاف القراء في الهمزتين من (يشاء إن) كاختلافهم فيهما من (نشاء إلى أجل مسمى) في سورة الحج [الآية: 33].

التالي السابق


الخدمات العلمية