الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 308 ] تفسير سورة المنافقين

                                                                                            بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                            1486 - شأن نزول سورة المنافقين

                                                                                            3865 - أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي سعيد الأزدي ، ثنا زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان معنا ناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء ، وكان الأعراب يسبقونا ، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ، ويجعل حوله حجارة ، ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه ، فأتى رجل من الأنصار الأعرابي فأرخى زمام ناقته لتشرب ، فأبى أن يدعه فانتزع حجرا ففاض فرفع الأعرابي خشبة ، فضرب بها رأس الأنصاري فشجه ، فأتى عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره ، وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ، ثم قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله يعني الأعراب ، وكانوا يحدثون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عند الطعام ، فقال عبد الله لأصحابه : إذا انفضوا من عند محمد ، فأتوا محمدا للطعام فليأكل هو ومن عنده ، ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم إلى المدينة ، فليخرج الأعز منها الأذل ، قال زيد : وأنا ردف عمي ، فسمعت عبد الله وكنا أخواله فأخبرت عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فحلف وجحد واعتذر ، فصدقه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذبني ، فجاء إلى عمي ، فقال : ما أردت أن مقتك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذبك ، وكذبك المسلمون . فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد [ ص: 309 ] قط ، فبينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في سفر وقد خفقت برأسي من الهم ، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد أو الدنيا ، ثم إن أبا بكر لحقني ، فقال : ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ قلت : ما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شيئا غير أنه عرك أذني وضحك في وجهي ، فقال : أبشر . ثم لحقني عمر فقال : ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ فقلت له مثل قولي لأبي بكر ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سورة المنافقين ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ) ، حتى بلغ ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) ، حتى بلغ ( ليخرجن الأعز منها الأذل ) .

                                                                                            قد اتفق الشيخان على إخراج أحرف يسيرة من هذا الحديث من حديث أبي إسحاق السبيعي ، عن زيد بن أرقم ، وأخرج البخاري متابعا لأبي إسحاق من حديث شعبة عن الحكم ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن زيد بن أرقم ولم يخرجاه بطوله والإسناد صحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية