الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ؛ أنزل عليه ذلك - صلى الله عليه وسلم - لأنه في يوم " أحد " ؛ شج؛ وكسرت رباعيته؛ فقال - وهو يمسح الدم عن وجهه -: " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟! " ؛ فأعلمه الله - جل وعز - أن فلاحهم ليس إليه؛ وأنه ليس له من الأمر شيء؛ [ ص: 468 ] إلا أن يبلغ الرسالة؛ ويجاهد حتى يظهر الدين؛ وأن ثوابه على الله - جل وعز - في ذلك؛ ونصب " أو يتوب " ؛ على ضربين: جائز أن يكون عطفا على قوله: " ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم " ؛ والوجه الثاني على النصب ب " أو " ؛ إذ كانت في معنى " إلا أن " ؛ فالمعنى: " ليس لك من الأمر شيء؛ أي: ليس يؤمنون إلا أن يتوب الله عليهم؛ أو حتى يتوب الله عليهم " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية