الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        وأما الاختلاف من جهة كون البدعة حقيقية أو إضافية :

                        فإن الحقيقية أعظم وزرا ، لأنها التي باشرها المنتهي بغير واسطة ، ولأنها مخالفة محضة وخروج عن السنة ظاهر ، كالقول بالقدر ، والتحسين والتقبيح ، والقول بإنكار خبر الواحد ، وإنكار الإجماع ، وإنكار تحريم الخمر ، والقول بالإمام المعصوم . . . وما أشبه ذلك .

                        فإذا فرضت إضافية; فمعنى الإضافية أنها مشروعة من وجه ورأي مجرد من وجه ، إذ يدخلها من جهة المخترع رأي في بعض أحوالها ، فلم تناف الأدلة من كل وجه .

                        هذا ، وإن كانت تجري مجرى الحقيقة ، ولكن الفرق بينهما ظاهر كما سيأتي إن شاء الله ، وبحسب ذلك الاختلاف يختلف الوزر .

                        ومثاله جعل المصاحف في المسجد للقراءة إثر الصلاة فيها .

                        قال مالك : " أول من جعل مصحفا الحجاج بن يوسف " .

                        [ ص: 222 ] يريد أنه أول من رتب القراءة في المصحف إثر صلاة الصبح في المسجد .

                        قال ابن رشد : " مثل ما يصنع عندنا إلى اليوم " .

                        فهذه محدثة أعني : وضعه في المسجد لأن القراءة في المسجد مشروعة في الجملة معمول بها; إلا أن تخصيص المسجد بالقراءة على ذلك الوجه هو المحدث .

                        ومثله وضع المصاحف في زماننا للقراءة يوم الجمعة ، وتحبيسها على ذلك القصد .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية