الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون الآية ، صرح تعالى في هذه الآية الكريمة : بأنه يعلم أن رسوله - صلى الله عليه وسلم - يحزنه ما يقوله الكفار من تكذيبه - صلى الله عليه وسلم - وقد نهاه تعالى عن هذا الحزن المفرط في مواضع أخر ، كقوله : فلا تذهب نفسك عليهم حسرات الآية [ 35 \ 8 ] ، وقوله : فلا تأس على القوم الكافرين [ 5 \ 68 ] ، وقوله : فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا [ 18 \ 6 ] ، وقوله : لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين [ 26 \ 3 ] ، والباخع : هو المهلك نفسه ، ومنه قول غيلان بن عقبة : [ الطويل ]


                                                                                                                                                                                                                                      ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر



                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : لعلك باخع ، في الآيتين يراد به النهي عن ذلك ، ونظيره : فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك [ 11 \ 12 ] ، أي لا تهلك نفسك حزنا عليهم في الأول ، ولا تترك بعض ما يوحى إليك في الثاني .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية