الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 299 ] كتاب الفرائض .

                                                                                                                          الفرائض جمع فريضة ، وهي في الأصل اسم مصدر من فرض وافترض ، ويسمى البعير المأخوذ من الزكاة وفي الدية فريضة : فعيلة بمعنى مفعولة .

                                                                                                                          قال الجوهري : الفرض ما أوجبه الله تعالى ، سمي بذلك لأن له معالم وحدودا ، والفرض العطية الموسومة ، وفرضت الرجل وأفرضته إذا أعطيته ، والفارض والفرضي الذي يعرف الفرائض ، وفرض الله تعالى كذا وافترضه ، والاسم الفريضة ، وتسمى قسمة المواريث فرائض ، قال المصنف - رحمه الله - في الكافي ، وهو العلم بقسمة المواريث كما قال الجوهري : وجعل في المقنع الفرائض نفس القسمة ويحتمل أن يكون على حذف المضاف ، أي : وهي علم قسمة المواريث . والمواريث جمع ميراث ، وهو المال المخلف عن الميت أصله موراث انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، ويقال له : التراث أيضا أصل التاء فيه واو ، وفي الجمع رجعت إلى أصلها .

                                                                                                                          " لا غير "

                                                                                                                          مبني على الضم لقطعه عن الإضافة منونة .

                                                                                                                          " بالموالاة والمعاقدة "

                                                                                                                          الموالاة مصدر والى ، قال الجوهري : الموالاة ضد المعاداة ، وأما المعاقدة ، فمصدر عاقد يعاقد ، قال الجوهري : المعاقدة المعاهدة .

                                                                                                                          " وكونهما من أهل الديوان "

                                                                                                                          الديوان بكسر الدال على المشهور ، وحكي فتحها ، وهو فارسي معرب ، قال الجوهري : الديوان أصله دوان ، فعوض من إحدى الواوين ياء لأنه يجمع على دواوين ، ولو كانت الياء أصلية لقالوا : دياوين ، ويقال : دونت الدواوين ، قال الماوردي في الأحكام السلطانية : وهو موضع [ ص: 300 ] لحفظ الحقوق من الأموال والعمال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال ، وفي تسميته ديوانا وجهان : أحدهما : أن كسرى اطلع على ديوانة يحسبون ، فقال : دوانة ، أي : مجانين ، ثم حذف التاء ، والثاني أن الديوان بالفارسية اسم للشيطان ، فسمي الكتاب باسمهم لحذقهم ووقوفهم على الجلي والخفي ، وسمي مكانهم باسمهم ، وأول من وضع الديوان في الإسلام عمر . وقال أبو السعادات : هو اسم الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش ، وأهل العطاء ، والمراد : كونهما مكتوبين في ديوان واحد .

                                                                                                                          " ومولى النعمة ومولاة النعمة "

                                                                                                                          هما المعتق والمعتقة ؛ لأنهما وليا الإنعام بالإعتاق . والله أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية