الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في صنائع المعروف

                                                                                                          1956 حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا النضر بن محمد الجرشي اليمامي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة قال وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وحذيفة وعائشة وأبي هريرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وأبو زميل اسمه سماك بن الوليد الحنفي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في صنائع المعروف ) قال في القاموس : الصنيع الإحسان كالصنيعة والجمع الصنائع .

                                                                                                          قوله : ( عن مالك بن مرثد ) بفتح الميم والمثلثة بينهما راء ساكنة ابن عبد الله الزماني ثقة من الثالثة ( عن أبيه ) أي مرثد وهو مقبول من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( تبسمك في وجه أخيك ) في الدين ( لك صدقة ) يعني إظهارك البشاشة والبشر إذا [ ص: 76 ] لقيته تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة ( وأمرك بالمعروف ) أي بما عرفه الشرع بالحسن ( ونهيك عن المنكر ) أي ما أنكره وقبحه ( صدقة ) كذلك ( وإرشادك الرجل في أرض الضلال ) أضيفت إلى الضلال كأنها خلقت له وهي التي لا علامة فيها للطريق فيضل فيها الرجل ( لك صدقة ) المعنى المقرر ( وبصرك للرجل الرديء البصر ) بالهمز ويدغم أي الذي لا يبصر أصلا أو يبصر قليلا ، والبصر محركة حس العين كذا في القاموس ، والمعنى إذا أبصرت رجلا رديء البصر فإعانتك إياه صدقة لك وفي المشكاة نصرك بالنون ، قال القاري : وضع النصر موضع القياد مبالغة في الإعانة كأنه ينصره على كل شيء يؤذيه .

                                                                                                          ( وإماطتك ) أي إزالتك ( الحجر والشوك والعظم ) أي ونحوها ( عن الطريق ) أي المسلوك أو المتوقع السلوك ( وإفراغك ) أي صبك ( من دلوك ) بفتح فسكون ؛ واحد الدلاء التي يستقى بها ( في دلو أخيك ) في الإسلام

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وحذيفة وعائشة وأبي هريرة ) أما حديث ابن مسعود فلينظر من أخرجه ، وأما حديث جابر وحذيفة فأخرجه الشيخان عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل معروف صدقة ، وأما حديث عائشة فأخرجه مسلم ، وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشيخان .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن حبان في صحيحه .




                                                                                                          الخدمات العلمية