الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض [7]

                                                                                                                                                                                                                                        أي ألم تنظر بعين قلبك فتعلم أن الله جل وعز يعلم ما في السماوات وما في الأرض لا يخفى عليه شيء من صغيرة ولا كبيرة فكيف يخفى عليه أعمال هؤلاء ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) قال مقاتل بن حيان عن الضحاك . قال : هو تعالى فوق عرشه وعلمه معهم . وخفض ثلاثة على البدل من "نجوى" ويجوز أن يكون مخفوضا بإضافة نجوى إليه ، ويجوز رفعه على موضع نجوى ، ويجوز نصبه على الحال من المضمر الذي في نجوى ( إلا هو رابعهم ) مبتدأ وخبره ، وحكى الفراء أن في حرف عبد الله ( ولا أربعة إلا هو خامسهم ) وحكى أبو حاتم أن في حرف عبد الله : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا الله رابعهم ولا خمسة إلا الله سادسهم ولا أقل من ذلك ولا أكثر إلا الله معهم إذا انتجوا . قال أبو جعفر : وهذه القراءة إن صحت فإنما هي على التفسير لا يجوز أن يقرأ بها إلا على ذلك وقرأ يزيد بن القعقاع ( ما تكون من نجوى ثلاثة) وهذه القراءة وإن كانت مخالفة لحجة الجماعة فهي موافقة للسواد جائزة في العربية؛ لأن نجوى مؤنثة باللفظ و"من" فيها زائدة ، كما تقول : ما جاءني من رجل ، وما جاءتني من [ ص: 376 ] امرأة ، والتقدير ولا يكون من نجوى أربعة إلا هو خامسهم ، وحكى هارون عن عمرو عن الحسن أنه قرأ ( ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم) عطفه على الموضع ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ) أي ثم ينبئهم بما تناجوا به ( إن الله بكل شيء عليم ) من نجواهم وسرارهم وغير ذلك من أعمالهم وأعمال عباده .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية