الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4160 (25) باب فيمن حبس الهر

                                                                                              [ 2110 ] عن عبد الله - هو ابن عمر - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 161) والبخاري (3318) ومسلم (2242). [ ص: 544 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 544 ] و(قوله: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار ) هذا نص في أن هذه المرأة إنما عذبت في النار بسبب قتل هذه الهرة بالحبس، وترك الطعام. وهذه المرأة التي تقدم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآها في النار، وهي امرأة طويلة من بني إسرائيل ، وهل كانت كافرة أو لا؟ كل ذلك محتمل، فإن كانت كافرة; ففيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع، ومعاقبون على تركها. وإن لم تكن كافرة فقد تمحض: أن سبب تعذيبها في النار حبس الهرة إلى أن ماتت جوعا. ففيه من الفقه: أن الهر لا يتملك، وأنه لا يجب إطعامه إلا على من حبسه.

                                                                                              و( الخشاش ): الهوام، وصغار الطير. وقرأناه بفتح الخاء. وقال عياض : هو بالفتح. وقال الجوهري : الخشاش - بالكسر-: الحشرات. وقد تفتح. قال أبو عمر : ورجل خشاش - بالفتح - وهو: الماضي من الرجال، وقد يضم، فأما: الخشاش الذي يدخل في أنف البعير فبالكسر لا غير، وهو من خشب، والبرة: من صفر، والخرامة: من شعر. قاله الجوهري .




                                                                                              الخدمات العلمية