الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن تمسسكم حسنة [ 120 ]

                                                                                                                                                                                                                                        شرط . ( تسؤهم ) مجازاة ، وكذا وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا حذفت الياء لالتقاء الساكنين ؛ لأنك لما حذفت الضمة من الراء بقيت الراء ساكنة ، والياء ساكنة ، فحذفت الياء وكانت أولى بالحذف لأن قبلها ما يدل عليها . وحكى الكسائي أنه سمع " ضاره يضوره " ، وأجاز ( لا يضركم ) وزعم أن في قراءة أبي بن كعب : ( لا يضرركم ) ، فهذه ثلاثة أوجه ، وقرأ الكوفيون : ( لا يضركم كيدهم شيئا ) بضم الراء وتشديدها ، وفيه ثلاثة أوجه ، والثلاثة ضعاف ، منها : أن [ ص: 404 ] يكون في موضع جزم ، وضم لالتقاء الساكنين ، واختاروا الضمة ، وفيه ثلاثة أوجه لضمة الضاد ، وهذا بعيد لأنه يشبه المرفوع ، والضم ثقيل ، وزعم الكسائي والفراء أن ذلك على إضمار الفاء ، كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان



                                                                                                                                                                                                                                        وتقدير ثالث : يكون " لا يضركم أن تصبروا ، وأنشد سيبويه :


                                                                                                                                                                                                                                        إنك إن يصرع أخوك تصرع



                                                                                                                                                                                                                                        فتح ، وزعم الفراء أنه على التقديم والتأخير . وروى المفضل الضبي عن عاصم : ( لا يضركم ) بفتح الراء لالتقاء الساكنين لخفة الفتح ، والوجه السادس : " لا يضركم " بكسر الراء لالتقاء الساكنين .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية