الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيا .

قوله تعالى : ويتجنبها أي ويتجنب الذكرى ويبعد عنها . الأشقى أي الشقي في علم الله . وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة .

الذي يصلى النار الكبرى أي العظمى ، وهي السفلى من أطباق النار قاله الفراء . وعن الحسن : الكبرى نار جهنم ، والصغرى نار الدنيا وقاله يحيى بن سلام .

ثم لا يموت فيها ولا يحيا أي لا يموت فيستريح من العذاب ، ولا يحيا حياة تنفعه كما قال الشاعر :

ألا ما لنفس لا تموت فينقضي عناها ولا تحيا حياة لها طعم وقد مضى في ( النساء ) وغيرها حديث أبي سعيد الخدري ، وأن الموحدين من المؤمنين إذا دخلوا جهنم - وهي النار الصغرى على قول الفراء - احترقوا فيها وماتوا إلى أن يشفع فيهم . خرجه مسلم . وقيل : أهل الشقاء متفاوتون في شقائهم ، هذا الوعيد للأشقى ، وإن كان ثم شقي لا يبلغ هذه المرتبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية